دليل المبتدئين للتداول اليومي: ما هو التداول اليومي؟

عند دخولك لعالم التداولات المالية، من المهم أن تستوعب مفاهيم وأنماط السوق المختلفة التي قد تواجهها في رحلتك. في هذه المقالة، سنتعمق في شرح التداول اليومي، وهو أحد أكثر الطرق شيوعًا والتي يشارك بها المستثمرون في تحركات السوق حول العالم.

ما هو التداول اليومي؟

التداول اليومي هو نهج ديناميكي حيث ينخرط المتداولون في شراء وبيع الأصول المالية على مدار يوم تداول واحد بهدف الاستفادة من تقلبات الأسعار السريعة.

الهدف الأساسي هو تحقيق أرباح من التحركات قصيرة الأجل التي تحدث في الأسواق المختلفة والتي يمكن التداول بها يوميًا، من الفوركس والأسهم إلى السلع والمؤشرات. يستخدم المتداولون اليوميون مجموعة متنوعة من التقنيات والاستراتيجيات لاستغلال أوجه القصور الملحوظة في السوق بسرعة.

في التداول اليومي، ينفذ المتداولون معاملات عديدة طوال جلسة التداول، بهدف الاستفادة من فروق الأسعار الصغيرة لتحقيق مكاسب. ويختلف هذا بشكل ملحوظ عن استراتيجية الاستثمار طويلة الأجل، حيث يميل المتداولون اليوميون إلى تقليل اهتمامهم بالقيمة الجوهرية للأوراق المالية ويركزون أكثر على استغلال تحركات السوق الفورية.

تكمن جاذبية التداول اليومي في قدرته على تحقيق عوائد سريعة، ولكنه مصحوب بمخاطر كبيرة. إذ يتطلب التداول اليومي الناجح فهمًا شاملاً لديناميكيات السوق والقدرة على اتخاذ قرارات سريعة ومستنيرة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يظل المتداولون اليوميون يقظين بشأن تطورات السوق، والمؤشرات الاقتصادية، والعوامل الأخرى التي تؤثر على أسعار الأصول على مدار اليوم. ففي كثيرٍ من الأحيان، عند تداول عقود الفروقات (CFDs)، يستخدم المتداولون اليوميون الرافعة المالية، وبالتالي يتداولون مبالغ أكبر من رأس مالهم الأولي مما يمكنه أن يؤدي إلى تضخيم أرباحهم المحتملة، أو تعميق خسائرهم المحتملة أيضًا. وبالتالي، يُحذر المبتدئون والأفراد المفتقرون إلى المرونة المالية في تحمل الخسائر من التداول اليومي بشكل عام.

كيف يعمل التداول اليومي؟

يزدهر التداول اليومي بشكل أساسي في أسواق الأسهم وكذلك أسواق تبادل العملات الأجنبية (الفوركس)، حيث تُتداول أزواج العملات.

يسعى المتداولون اليوميون عمومًا إلى الإلمام بالأحداث القادرة على إحداث تقلبات قصيرة الأجل في السوق. فغالبًا ما يعتمدون على استراتيجيات التداول القائمة على الأخبار، وهي تقنية سائدة في هذا المجال. تُعد الإشعارات المجدولة، مثل: بيانات المؤشرات الاقتصادية، أو تقارير أرباح الشركات، أو التغييرات في أسعار الفائدة، بمثابة لحظات محورية تخضع لتوقعات السوق ومعنويات السوق.

تستجيب الأسواق بسرعة عندما تُتجاوز هذه التوقعات أو لا تحقق، مما يؤدي غالبًا إلى تحركات كبيرة ومفاجئة في الأسعار يمكنها أن تكون في صالح المتداولين اليوميين. فمثلًا، إذا تجاوز تقرير أرباح الشركة توقعات المحللين، فقد يرتفع سعر سهمها بسرعة. وبالمقابل، يمكن أن تؤدي البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال إلى انخفاض حاد في قيم العملات. يفسر المتداولون اليوميون هذه التطورات ببراعة كما ينفذون الصفقات بسرعة للاستفادة من تقلبات السوق التي تلي ذلك.

باختصار، يدور التداول اليومي حول الاستفادة من تحركات السوق السريعة الناتجة عن الأحداث الإخبارية والمحفزات الأخرى. فمن خلال الاطلاع المستمر على معنويات السوق والاستجابة السريعة للأحداث الجارية، يهدف المتداولون اليوميون إلى اغتنام الفرص العابرة لتحقيق الربح ضمن حدود يوم تداول واحد.

أسواق التداول اليومي

يمكن لبعض الأسواق الرئيسية أن تكون جذابة للمتداولين الذين يرغبون في تجربة التداول اليومي لعقود الفروقات. فلنلقي نظرة على المتنافسين الرئيسيين:

• عقود فروقات الأسهم: بالنسبة للمبتدئين الذين يجربون التداول اليومي، يعد الخوض في عقود فروقات الأسهم نقطة انطلاق شائعة نظرًا لوجود مجموعة متنوعة من الأسهم الأساسية المتاحة للتداول. وفي هذه الاستراتيجية، تستلزم القاعدة إغلاق الصفقات قبل نهاية اليوم للتخفيف من التهديدات الوشيكة والمتمثلة في "مخاطر الفجوة" - وهو سيناريو تدفع فيه التطورات الليلية سعر سهم الشركة على الافتتاح على سعر أعلى أو أقل بشكل ملحوظ من الإغلاق السابق.
• عقود فروقات المؤشرات: يعكس الانخراط في التداول اليومي باستخدام عقود فروقات المؤشرات إيقاع تداول الأسهم، حيث يلتزم كلٌ منهما بقيود ساعات السوق. يتضمن اختيار تداول المؤشرات إصدار أحكام بشأن الأداء الجماعي لمجموعة أسهم بدلاً من سهم شركة واحدة. لنأخذ مؤشر FTSE 100 كمثال، فهو يضم أهم الشركات المدرجة في بورصة لندن من حيث القيمة السوقية. وبالتالي، فإن مؤشرات التداول اليومي تتيح التعرض لشريحة أوسع من مشهد سوق الأسهم.
• عقود فروقات الفوركس: غالبًا ما يؤدي البدء في رحلة تداول يومية إلى جذب المتحمسين نحو سوق الفوركس، حيث تغريهم مجموعة أزواج العملات الكبيرة وسيولة السوق العالية. تساعد هذه السيولة في تسهيل شراء وبيع العملات.

مثال على التداول اليومي

يتضمن التداول اليومي لعقود الفروقات، مثل عقود فروقات الأسهم الأساسية، شراء وبيع عقود الفروقات في نفس يوم التداول، في محاولة لتحقيق أرباح صغيرة في كل صفقة عن طريق البيع بسعر أعلى قليلاً من سعر الشراء.

على سبيل المثال، قد يكتشف المتداول اليومي لعقود الفروقات نمطًا ملحوظًا في حركة سعر السهم، مما يدفعه إلى فتح صفقة على 500 سهم بسعر 10 دولارات للسهم الواحد. بعد ساعة، ارتفع سعر السهم إلى 10.10 دولارًا للسهم الواحد، ووفقًا لذلك أغلق المتداول صفقته بربح قدره 0.10 دولارًا للسهم الواحد، بإجمالي 50 دولارًا في الصفقة. سيحاول المتداولون اليوميون تكرار مثل هذه التحركات عدة مرات لتحقيق أقصى قدر من الأرباح المحتملة.

كيف تبدأ في التداول اليومي (نصائح للمبتدئين)

لنستعرض بعض نصائح التداول اليومي المفيدة والتي يمكنها أن تجعل تنقلاتك أكثر سلاسة:

• البحث: ابق على اطلاع بتقنيات التداول اليومي وكذلك أخبار السوق، مثل تغييرات سياسة البنك المركزي والبيانات الاقتصادية.
• الميزانية: حدد مقدار رأس المال الذي ترغب في المخاطرة به في كل صفقة، مما يضمن وجود أموال فائضة مخصصة خصيصًا للتداول.
• خصص وقتًا: تفهم أن التداول اليومي يتطلب الكثير من الوقت والاهتمام، مما يتطلب منك أن تكون متاحًا ويقظًا طوال ساعات التداول للقيام بأفضل التحركات الممكنة خاصة فيما يتعلق بصفقات عقود الفروقات الخاصة بك.
• حدد وقت تداولاتك: ابق على علم بتحركات المؤشر الذي يحتوي على السهم الذي اخترته لتتداوله. غالبًا ما تتميز بداية يوم التداول بتقلبات أعلى.
• فعل الأوامر الذكية: استخدم أوامر التحديد لتحديد الأسعار المطلوبة لتنفيذ التداولات، مما يقلل من مخاطر الخسائر عند تقلبات السوق المفاجئة، وفكر في استخدام استراتيجيات الخيارات لإدارة المخاطر بشكل أكثر تعقيدًا.
• حافظ على هدوئك: تبنى عقلية عقلانية وتجنب السماح لعواطف مثل الجشع أو الخوف بالتأثير على قراراتك في التداول، وأعط الأولوية للمنطق والتزم باستراتيجيتك المحددة مسبقًا.
• التزم بخطتك: طور استراتيجية تداول واضحة المعالم والتزم بها، وقاوم التصرفات الاندفاعية وكن منضبطًا في تنفيذ الصفقات وفقًا لخطتك الموضوعة.

استراتيجيات التداول اليومي

في التداول اليومي لعقود الفروقات، يستخدم المتداولون طرقًا متنوعة ليحظوا بميزة في السوق، ولكل من هذه الطرق مخاطر ومكافآت مرتبطة بها. فيما يلي إحدى الإستراتيجيات الرئيسية الشائعة بين المتداولين اليوميين:

• تداول النطاق/التأرجح: يتضمن تداول النطاق أو التأرجح تحديد مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية لاتخاذ قرارات البيع والشراء. توفر هذه الاستراتيجية التوازن بين المخاطر والمكاسب. ففي حين أنه يمكن للمتداولين تحقيق مكاسب كبيرة من خلال تحديد تحركات الأسعار بشكل صحيح ضمن النطاق المحدد مسبقًا، إلا أنه هناك أيضًا مخاطر أكبر مرتبطة بتقلبات السوق.

بشكل عام، يتطلب التداول اليومي الناجح دراسة متأنية للمخاطر والمكاسب المرتبطة بكل استراتيجية، إلى جانب ممارسات التداول المنضبط وإدارة المخاطر. يجب على المتداولين تقييم مدى قدرتهم على تحمل المخاطر، وظروف السوق، والموارد المتاحة لتحديد النهج الأنسب لأهداف التداول الخاصة بهم.

مزايا التداول اليومي

يوفر التداول اليومي العديد من المزايا، حيث يجذب المتداولين بمكاسبه المحتملة.

• يؤدي غياب الصفقات الليلية إلى إزالة المخاطر المرتبطة بالأحداث الإخبارية غير المتوقعة والتي يمكنها أن تؤثر بشكل كبير على أسعار افتتاح السوق. فمن خلال إغلاق الصفقات قبل نهاية يوم التداول، يحمي المتداولون اليوميون أنفسهم من الخسائر المحتملة الناجمة عن تقلبات السوق الليلية.
• يمكن للمتداولين اليوميين الناجحين الاستفادة من المضاعفة السريعة لعوائد الاستثمارات. حيث يمكن إعادة استثمار الأرباح المتراكمة من يوم تداول واحد في اليوم التالي، مما قد يؤدي إلى مكاسب أكبر بمرور الوقت.
• يجد بعض المتداولين اليوميين أنه يمكنهم تحقيق أرباح كبيرة من خلال عدد قليل نسبيًا من الصفقات كل يوم، مما يسمح لهم بإنهاء أنشطة التداول الخاصة بهم مبكرًا والاستمتاع بمزيد من أوقات الراحة.

عيوب التداول اليومي

على أية حال، يجب موازنة مزايا التداول اليومي مع المخاطر الكامنة فيه.

• يؤدي تجنب الاحتفاظ بالصفقات الليلية إلى تقليل بعض المخاطر، ولكنه يعني أيضًا تفويت أحداث السوق الليلية التي قد تؤدي إلى فجوات كبيرة في السوق.
• تستلزم سمة التداول المتكرر للتداول اليومي ارتفاع تكاليف المعاملات في شكل رسوم ومصروفات، مما قد يؤدي إلى تآكل الربحية.
• يتطلب التداول اليومي التزامًا زمنيًا كبيرًا، مما يتطلب من المتداولين مراقبة أنشطة السوق عن كثب طوال يوم التداول. وقد يمثل هذا تحديًا للأفراد المرتبطين بالتزامات أخرى، مثل ارتباطهم بوظيفة بدوام كامل. قد يكون التركيز الشديد والتفاني اللازمين للتداول اليومي غير متوافقين مع أنماط حياة معينة، مما يجعله غير عملي أو حتى مستحيل بالنسبة لبعض المتداولين الطموحين.

الخلاصة

في مجال التداول المالي، يبرز التداول اليومي لعقود الفروقات (CFDs) كنهج سائد، ما يوفر للمستثمرين فرصة للمشاركة بنشاط في السوق والاستفادة من تحركات الأسعار على المدى القصير. يهدف المتداولون اليوميون إلى شراء وبيع عقود الفروقات (CFDs) خلال يوم تداول واحد، مع الاستفادة من تقلبات السوق لتحقيق الأرباح. تتطلب هذه الإستراتيجية الديناميكية من المتداولين أن يظلوا يقظين ومستجيبين لتطورات السوق طوال جلسة التداول.

يقدم التداول اليومي لعقود الفروقات (CFDs) العديد من المزايا. كما أن غياب الصفقات الليلية يخفف من مخاطر الأحداث الإخبارية غير المتوقعة التي تؤثر على الأسعار عند فتح السوق، مما يوفر للمتداولين إحساسًا بالأمان. علاوة على ذلك، يمكن للمتداولين اليوميين الناجحين الاستفادة من إمكانية مضاعفة العوائد بشكل سريع وإعادة استثمار الأرباح بسرعة لتضخيم مكاسبهم بمرور الوقت.

ومع ذلك، فإن جاذبية التداول اليومي لعقود الفروقات تتأثر بالمخاطر المتأصلة. ففي حين أن تجنب الصفقات الليلية قد يقلل من بعض المخاطر، إلا أن التداول المتكرر يؤدي إلى ارتفاع تكاليف المعاملات، مما يقلل من الربحية الإجمالية. قد يشكل الالتزام بالوقت المطلوب للتداول اليومي لعقود الفروقات تحديًا للأفراد المرتبطين بالتزامات أخرى، مثل ارتباطهم بوظيفة بدوام كامل.

في الأساس، يوفر التداول اليومي لعقود الفروقات (CFDs) فرصة للمتداولين للمشاركة بنشاط في الأسواق المالية وربما تحقيق عوائد. ومع ذلك، فإن النجاح في التداول اليومي لعقود الفروقات يتطلب دراسة متأنية للمخاطر المرتبطة، والتداول المنضبط، والفهم الشامل لديناميكيات السوق. يجب على المتداولين الطموحين الموازنة بين الفوائد المحتملة والتحديات، مع الاعتراف بأن استراتيجيات التداول البديلة قد توفر مرونة أكبر وقابلية للاستمرار على المدى الطويل. في نهاية المطاف، يتطلب التعامل مع تعقيدات التداول اليومي لعقود الفروقات مزيجًا من المهارة، والمرونة، واتخاذ القرارات المستنيرة.

الأسئلة الشائعة

هل التداول اليومي مربح؟

قد يكون التداول اليومي مربحًا للمتداولين المهرة والمنضبطين، لكن النجاح يعتمد على عوامل عدة، مثل ظروف السوق، والاستراتيجية، وإدارة المخاطر نظرًا لأن تداول عقود الفروقات محفوف بالمخاطر.

هل التداول اليومي مناسب للمبتدئين؟

يمكن أن يمثل التداول اليومي تحديًا للمبتدئين نظرًا لطبيعته السريعة ومخاطره المرتفعة. كما أنه يتطلب فهمًا قويًا لديناميكيات السوق والتداول المنضبط.

هل التداول اليومي غير قانوني؟

التداول اليومي قانوني.

ما هو أفضل يوم وتوقيت للتداول اليومي؟

يعتمد أفضل توقيت للتداول اليومي على السوق الذي ستداول فيه وتفضيلات التداول الفردية. بشكل عام، تكون الفترات الأكثر نشاطًا وتقلبًا خلال ساعات عمل السوق وعند صدور البيانات الاقتصادية الرئيسية.

ما مقدار المال الذي تحتاجه لتبدأ التداول اليومي؟

يختلف مقدار رأس المال اللازم لبدء التداول اليومي، ولكن معظم الوسطاء يطلبون حدًا أدنى لرصيد الحساب. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون لدى المتداولين أموال كافية لتغطية الخسائر المحتملة وتلبية متطلبات الهامش.

ما الفرق بين التداول اليومي والتداول المتأرجح؟

يتضمن التداول اليومي شراء وبيع الأصول في نفس يوم التداول، بهدف الاستفادة من تحركات الأسعار على المدى القصير. بينما يتضمن التداول المتأرجح الاحتفاظ بالصفقات لعدة أيام أو أسابيع للاستفادة من تقلبات الأسعار على المدى المتوسط.

ما هي الأسواق التي يمكن التداول بها يوميًا؟

يمكن التداول بالعديد من الأسواق يوميًا، ومن بينها: الأسهم، والفوركس، والسلع، والمؤشرات. يعتمد الاختيار على التفضيلات الفردية، وظروف السوق، واستراتيجيات التداول.

ما هي مخاطر التداول اليومي؟

ينطوي التداول اليومي على مخاطر، مثل: تقلبات السوق، والرافعة المالية المؤدية إلى زيادة الخسائر، واتخاذ القرارات العاطفية. قد يواجه المتداولون أيضًا مخاطر تكبد خسائر كبيرة إذا كانوا يفتقرون إلى استراتيجيات إدارة المخاطر المناسبة.