Plus500 does not provide CFD services to residents of the United States. Visit our U.S. website at us.plus500.com.

ما هي أوبك+ وكيف تؤثر على أسعار النفط؟

في يوم الثلاثاء، ستعقد أوبك+ اجتماعها الوزاري الرابع والعشرين لتحديد التغييرات المحتملة في إنتاج النفط. يتوقع العديد من المحللين أن يمضي هذا الكارتل الضخم المكون من 23 دولة قدمًا في سياسته بزيادة إنتاج النفط (CL) على الرغم من استمرار انتشار متحور أوميكرون على الساحة العالمية.

صورة لموقع حفر النفط والبناء

ما هي أوبك؟

قد يشعر بعض المتداولين بالحيرة من الإشارات المختلفة إلى أوبك وأوبك+ في وسائل الإعلام. تأسست منظمة البلدان المصدرة للنفط الأصلية، التي تضم حتى الآن ثلاثة عشر دولة، في بغداد، العراق، في عام 1960. تم إنشاء هذه المنظمة الحكومية للتنسيق في إنتاج النفط عالمياً لمنع انهيار الأسعار في فترات انخفاض الطلب على النفط. ورغم أن العالم الصناعي قد خفض اعتماده على إمدادات أوبك+ منذ أزمة الطاقة في أوائل السبعينيات، لا تزال قرارات المنظمة تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، كما حدث عندما تم تنسيق تخفيضات الإنتاج خلال جائحة كوفيد-19.

في عام 2016، أضافت أوبك عشر دول حليفة، من بينها روسيا التي أصبحت تشارك السعودية في رئاسة المنظمة، لتصبح فيما بعد معروفة بأوبك+. جاء هذا القرار الحاسم بعد تراجع أسعار النفط الناجم عن تباطؤ التجارة وزيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.

ينتج الأعضاء الثلاثة والعشرون في هذا الكارتل الضخم حاليًا معظم نفط العالم، ويمتلكون 90% من احتياطيات النفط المؤكدة، مما يجعل قراراتهم ذات تأثير كبير على الاقتصاد العالمي.

لماذا تعتبر أوبك+ مهمة؟

تسعى أوبك+ إلى المحافظة على سعر برميل النفط من الانخفاض إلى ما دون حد معين، وهذا أمر مهم للدول الأعضاء، حيث تعتمد بعض اقتصاداتها بشكل كبير على عائدات النفط، مثل روسيا والمملكة العربية السعودية. في قممها، التي تُعقد مرتين في العام أو أكثر، يتعين على الدول الأعضاء الموازنة بين القضايا الجيوسياسية والاقتصادية عند تقديرها لحركة الطلب على النفط في المستقبل القريب، وتنسيق الإنتاج وفقًا لذلك.

في بعض الأحيان، وبعد تقييم حالة الاقتصاد العالمي، تتوقع أوبك+ تراجع النمو أو حدوث ركود، وبالتالي انخفاض الطلب على النفط نتيجة تراجع الحاجة للطاقة. في مثل هذه الحالات، يتفق الأعضاء على خفض الإنتاج للحفاظ على الإمدادات المحدودة ودعم سعر البرميل، مثلما حدث في عام 2009 عندما تم الاتفاق على تخفيض الإنتاج بمقدار 3 ملايين برميل يوميًا في ذروة الركود الكبير.

على العكس من ذلك، عندما يكون النمو الاقتصادي أو التعافي محتملاً، يمكن لدول أوبك+ زيادة إنتاجها من النفط لتلبية الطلب دون تعريض الأسعار للخطر. وبالتالي، فإن القرارات المتخذة في اجتماعات أوبك+ في فيينا، رغم بعض الخلافات داخل المنظمة أحيانًا، تؤثر على تكاليف التشغيل للصناعات التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة حول العالم.

كيف تصرفت أوبك+ أثناء الجائحة؟

مع تسبب جائحة كوفيد-19 في ركود اقتصادي عالمي لم نشهده منذ الثلاثينيات، واجهت أوبك+ تحديًا بشأن التنسيق في إنتاج النفط. في أوائل عام 2020، ومع فرض قيود متزايدة في الدول المتقدمة، اضطرت أوبك+ إلى تخفيض توقعاتها للطلب على النفط.

في 12 أبريل من العام الماضي، اتخذ الكارتل الضخم قرارًا بخفض إنتاج النفط بمقدار 10 ملايين برميل يوميًا تقريبًا. في الشهر السابق، فشلت روسيا والمملكة العربية السعودية في الاتفاق على تخفيضات الإنتاج، مما تسبب في انخفاض سعر النفط بأكثر من النصف خلال الأسابيع الخمسة التي سبقت القرار. ومع ذلك، تأخرت آثار هذا الانخفاض في الإنتاج، وانخفض سعر النفط إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ قبل أن يتعافى في أوائل الصيف، مما دفع أوبك+ إلى تخفيف تخفيضات الإنتاج إلى 7.7 مليون برميل يوميًا.

على مدار الأشهر التالية، أظهرت الاقتصادات الصينية واليابانية مرونة أكثر من نظيراتها في الغرب. وفي نوفمبر، كان الطلب الأمريكي والأوروبي أقل بنسبة تقارب الثلث من مستوياته قبل الجائحة، بينما كان الطلب الآسيوي أقل بنسبة 10% فقط عما كان عليه قبل انتشار كوفيد-19. ورغم أن إعلان شركة فايزر (PFE) بأن لقاحها قد اجتاز التجارب ساهم في ارتفاع أسعار النفط، إلا أن سعر البرميل انخفض بشكل إجمالي بنسبة 21% تقريبًا في عام 2020، بينما سجلت أسعار خام برنت (EB) انخفاضًا بنسبة 22% لهذا العام. كما تأثرت شركات الطاقة بشكل كبير في السنة الأولى من الجائحة، حيث خسارات شركات مثل إكسون موبيل (XOM) وشيفرون (CVX) وبي بي (BP-L) عشرات المليارات مع نهاية 2020.

قدمت 2021 بعض الراحة لدول أوبك+، حيث أدت زيادة معدلات التطعيم وتخفيف قيود السفر إلى عودة الطلب العالمي لمستويات ما قبل الجائحة بحلول فبراير. في يوليو، توصل الكارتل الضخم إلى اتفاق لزيادة الإنتاج بمقدار 400,000 برميل يوميًا، مع خطط للتخلص التدريجي من التخفيضات المتبعة خلال الجائحة بحلول أبريل 2022. وعلى الرغم من التحديات المستمرة التي فرضها متحور دلتا، تحسن وضع النفط، حيث تجاوز سعر البرميل حاجز 80 دولارًا في أواخر أكتوبر، مسجلًا أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات، فيما حققت شركات مثل رويال داتش شل (RDSA-L) وتوتال (TTE.PA) أعلى تدفقات نقدية لها منذ أكثر من عقد.

اكتشاف متحور آخر من فيروس كوفيد-19، وهو أوميكرون، تسبب في مخاوف من تراجع اقتصادي متجدد أدت لانخفاض الطلب على النفط بشكل كبير في أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر، لكن هذه المرة كان الانتعاش أسرع بكثير، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 15% تقريبًا خلال الشهر الأخير من عام 2021.

نظرًا لأن سوق النفط، الذي تتحكم فيه أوبك+ إلى حد كبير، لا يزال يمر بإحدى أكثر الفترات تقلبًا في تاريخه، قد يتساءل المتداولون والمستثمرون عن التوقعات القادمة لاجتماع المنظمة يوم الثلاثاء.

ما المتوقع من اجتماع اليوم؟

في عام 2021، واجهت أوبك+ ضغوطًا من دول مثل الولايات المتحدة والهند لزيادة الإنتاج لتلبية الطلب الناجم عن الانتعاش الاقتصادي، ووافقت في النهاية على طلب الرئيس جو بايدن بزيادة إنتاج النفط لتلبية احتياجات المستهلكين الأمريكيين. ومع ذلك، هناك عوامل مهمة تجعل بعض الخبراء يتوقعون استمرار الكارتل في رفع الإنتاج اليومي بمقدار 400,000 برميل كما هو الحال، بدلاً من استعادة الإنتاج بوتيرة أسرع أو الإبقاء على التخفيضات عند مستواها الحالي.

ورغم أن الإنتاج الأمريكي قد زاد في السنوات الأخيرة، فإن المخزونات الأمريكية من النفط الخام بدأت تنخفض مع انتعاش الاقتصاد. علاوة على ذلك، فإن تأثير أوميكرون على النشاط الاقتصادي كان طفيفًا نسبيًا مقارنة بمتحوري ألفا ودلتا، كما زاد الطلب على السفر الذي يتطلب الوقود الأحفوري في جميع أنحاء آسيا. ومع انعقاد اجتماع أوبك+ يوم الثلاثاء، يتوقع الكثيرون أن تتوصل المنظمة إلى أن الاقتصاد العالمي قادر على استيعاب زيادة أخرى في الإنتاج دون تأثير سلبي على سعر النفط.

ومع ذلك، قد يكون من الحكمة أن يراقب المستثمرون حسابات أوبك+ في اتخاذ القرارات. يبدو أن الطلب مستقر مع بداية عام 2022، حيث شهدت الأسعار ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 1% في أول يومي تداول من العام. وعلى الرغم من هذا المؤشر الإيجابي، يتوقع البعض أن يصل المعروض العالمي من النفط إلى فائض قريبًا مع زيادة إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك+، ومع سعي الصين إلى خفض التلوث في مدنها الكبرى. ويبقى احتمال ظهور سلالات جديدة من فيروس كوفيد-19 واردًا، وقد قررت أوبك+ الإبقاء على اجتماع الشهر الماضي مفتوحًا تقنيًا، مما يسمح للأعضاء بعكس زيادات الإنتاج في أي وقت إذا تغيرت الآفاق الاقتصادية العالمية.

قد تكون التوقعات المتوسطة الأجل للطلب على النفط مصدر قلق أيضًا، مع تصاعد إنتاج المركبات الكهربائية من قبل شركات مثل تسلا (TSLA) مما يجعل البنزين غير ضروري للعديد من المستهلكين، وتقليل الاعتماد على النفط في اقتصادات رئيسية بفضل استخراج الغاز الطبيعي (NG) في أمريكا الشمالية.

في الختام، من غير المحتمل أن يسفر اجتماع أوبك+ عن أي مفاجآت كبيرة؛ إذ تشير التوقعات إلى أن الزيادة في الإنتاج ستستمر على مستواها الحالي. ومع ذلك، وكما أصبح واضحًا لنا جميعًا خلال الـ24 شهرًا الماضية، فإن سوق النفط نادرًا ما يكون ثابتًا، وقد تؤدي الصدمات الاقتصادية إلى قيام أوبك+ بتشديد الإمدادات بشكل حاد استجابةً للظروف المتغيرة في السوق.

أحدث المقالات

أخبار ورؤى السوق ذات الصلة


احصل على المزيد من Plus500

قم بتوسيع معرفتك

اكتسب رؤى ثاقبة من خلال مقاطع الفيديو والمقالات والأدلة المفيدة التي توفرها أكاديمية التداول الشاملة.

اكتشف Insights+ لدينا

اكتشف التوجهات السائدة داخل وخارج Plus500.


تم كتابة هذه المعلومات بواسطة Plus500 Ltd. المعلومات مقدمة للأغراض العامة فقط، ولا تأخذ في الاعتبار أي ظروف أو أهداف شخصية. قبل العمل على هذه المادة، يجب أن تفكر فيما إذا كانت مناسبة لظروفك الشخصية، وإذا لزم الأمر، اطلب المشورة المهنية. لا يوجد تعهد أو ضمان لدقة أو اكتمال هذه المعلومات. لا تشكل نصيحة مالية أو استثمارية أو غيرها من النصائح التي يمكنك الاعتماد عليها. أي إشارات إلى الأداء السابق والعوائد التاريخية والتوقعات المستقبلية والتنبؤات الإحصائية ليست ضمانًا للعوائد المستقبلية أو الأداء المستقبلي. لن تكون Plus500 مسؤولة عن أي استخدام قد يتم لهذه المعلومات وعن أي عواقب قد تنجم عن هذا الاستخدام. وبالتالي، فإن أي شخص يتصرف بناءً على هذه المعلومات يفعل ذلك وفقًا لتقديره الخاص. لم يتم إعداد المعلومات وفقًا للمتطلبات القانونية المصممة لتعزيز استقلالية البحث الاستثماري.

هل أنت بحاجة للمساعدة؟
الدعم 24/7