تحديث اقتصادي أمريكي: حظر بايدن، تعريفات ترامب وبيانات سوق العمل
على الرغم من إغلاق الأسواق الأمريكية اليوم، الخميس 9 يناير، بمناسبة يوم حداد وطني على الرئيس السابق جيمي كارتر، ظهرت أخبار مهمة من أكبر اقتصاد في العالم. دعونا نلقي نظرة:

البطالة في الولايات المتحدة تصل إلى أدنى مستوى لها منذ 11 شهرًا
كشفت بيانات سوق العمل الأسبوعية التي صدرت يوم الأربعاء عن انخفاض مطالبات البطالة إلى أدنى مستوى لها منذ 11 شهرًا الأسبوع الماضي. حيث انخفضت المطالبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية بمقدار 10,000 مطالبة، لتصل إلى 201,000 مطالبة معدلة موسمياً للأسبوع المنتهي في 4 يناير، وهو أدنى مستوى منذ فبراير 2024، وفقًا لوزارة العمل. وقد توقع الاقتصاديون الذين شملهم استطلاع رويترز تسجيل 218,000 مطالبة خلال نفس الفترة.
يُعتبر هذا الانخفاض إشارة إيجابية على استقرار سوق العمل، على الرغم من أن التباطؤ في التوظيف أدى إلى مواجهة بعض العمال المفصولين لفترات بطالة طويلة. وبالإضافة إلى ذلك، عززت بيانات حكومية يوم الثلاثاء استقرار السوق، حيث أظهرت زيادة في الوظائف الشاغرة في نوفمبر، مع 1.13 وظيفة شاغرة لكل عاطل عن العمل، مقارنة بـ1.12 في أكتوبر. وفي الوقت نفسه، يُعتقد أن عدم اليقين بشأن تأثير السياسات المقترحة من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب المقبلة يؤثر على قرار الاحتياطي الفيدرالي بتجميد خفض أسعار الفائدة هذا الشهر.
وفقًا للاقتصادية نانسي فاندن هوتن: "يتماشى المستوى المنخفض للمطالبات مع سوق عمل لا يزال يتسم بوتيرة منخفضة من عمليات التسريح."
بالإضافة إلى بيانات أمس، قد يرغب المتداولون في ملاحظة بيانات الوظائف التي أصدرها مكتب إحصاءات العمل يوم الثلاثاء، والتي أظهرت وجود 8.1 مليون وظيفة شاغرة إضافية في نهاية نوفمبر، مما يشير إلى زيادة عن 7.84 مليون وظيفة شاغرة في أكتوبر.
كيف يمكن أن يؤثر ذلك على الاحتياطي الفيدرالي؟
ليس سراً أن أوضاع سوق العمل يمكن أن تؤثر على سياسات الاحتياطي الفيدرالي النقدية. وبالتالي، بالنسبة لأولئك الذين يسعون للحصول على رؤى حول حالة الاقتصاد ومساره المحتمل، سيكون من المفيد معرفة كيف يمكن أن تؤثر بيانات الوظائف الأخيرة على قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة المزمع اتخاذه في 28-29 يناير.
صرح عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر أمس أن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة قد تكون قادمة، لكنه أضاف أنها "ستعتمد على مقدار التقدم الذي نحرزه في خفض التضخم مع الحفاظ على قوة سوق العمل."
أما بالنسبة للاقتصاديين، فإن بعضهم يرى أن تخفيضات أسعار الفائدة، رغم احتمال حدوثها، ستكون "تدريجية"، وأن بيانات سوق العمل التي صدرت يوم الأربعاء تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي ليس بحاجة إلى "الإسراع في تخفيف السياسة النقدية. تهدف سياسة الاحتياطي الفيدرالي إلى دعم الاقتصاد وسوق العمل قبل أن تتشكل أي ملامح للركود."
بايدن يواصل قيود تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي
قبل أيام قليلة من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير، فرض الرئيس الحالي جو بايدن قيودًا إضافية على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي (AI).
تهدف هذه الإجراءات إلى إعاقة التقدم التكنولوجي في كل من الصين وروسيا. وتسعى الولايات المتحدة إلى الحد من بيع رقائق الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مراكز البيانات، مع استهداف الشركات والدول بشكل مباشر. الهدف من هذه الخطوة هو تعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي داخل الدول الحليفة وتشجيع الشركات العالمية على الالتزام بالمعايير الأمريكية. ومن المتوقع أن تؤدي هذه المبادرة إلى تطبيق أوسع للقيود على أشباه الموصلات، بهدف التحكم في توزيع تقنية الذكاء الاصطناعي وسط تزايد الطلب عليها.
ماذا يعني ذلك لشركة إنفيديا؟
بعد الإعلان عن هذه الأخبار، انخفضت أسهم إنفيديا بأكثر من 1%. وفي رد فعل على هذه الخطوة، صرحت إنفيديا، عملاقة تصنيع الرقائق، قائلة: "إن وضع قاعدة في اللحظة الأخيرة تقيد الصادرات إلى معظم دول العالم سيكون تحولًا كبيرًا في السياسة لن يقلل من مخاطر إساءة الاستخدام ولكنه سيهدد النمو الاقتصادي والريادة الأمريكية."
هل سيعلن ترامب حالة طوارئ اقتصادية وطنية؟
وفقًا للتقارير، يدرس الرئيس السابق دونالد ترامب، المعروف بنهجه المتشدد تجاه قيود التجارة، إمكانية إعلان حالة طوارئ اقتصادية وطنية لتبرير فرض تعريفات جمركية واسعة النطاق على كل من الحلفاء والخصوم.
ووفقًا لتقرير صدر يوم الأربعاء، سيمكن هذا الإجراء ترامب من إنشاء نظام تعريفات جديد باستخدام قانون السلطات الاقتصادية الطارئة الدولية (IEEPA)، الذي يمنح الرئيس صلاحيات أحادية لتنظيم الواردات أثناء حالة الطوارئ الوطنية.
هذه لن تكون المرة الأولى التي يستدعي فيها ترامب قانون IEEPA. ففي عام 2019، هدد بفرض تعريفات جمركية على الصادرات المكسيكية للحد من تدفق المهاجرين غير الموثقين عبر الحدود الأمريكية.
كيف كان أداء الأسواق يوم الأربعاء؟
بالنظر إلى الأخبار المذكورة أعلاه، ليس من المستغرب أن الأسواق شهدت ردود فعل متباينة مع استيعاب هذا الكم من المعلومات.
سجلت مؤشرات وول ستريت، مثل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز الصناعي، مكاسب بنسبة 0.1% و0.25% على التوالي، في حين أنهى مؤشر ناسداك التداول بانخفاض طفيف عن المستوى المحايد. وفي الوقت نفسه، استقر عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات حول 4.7% قبل صدور تقرير الوظائف لشهر ديسمبر يوم الجمعة. (مصدر: Yahoo Finance)
الخاتمة
في الختام، على الرغم من إغلاق الأسواق الأمريكية اليوم بمناسبة يوم حداد وطني على الرئيس السابق جيمي كارتر، ظهرت تطورات مهمة. تشير بيانات سوق العمل الإيجابية، بما في ذلك انخفاض مطالبات البطالة وزيادة الوظائف الشاغرة، إلى استمرار الاستقرار، مما يؤثر على التوقعات بشأن قرارات الاحتياطي الفيدرالي المقبلة. في الوقت نفسه، تضيف المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية، مثل قيود بايدن على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي وخطط ترامب المحتملة للتعريفات الجمركية، إلى حالة عدم اليقين في الأسواق. وتترك هذه العوامل، إلى جانب ردود الفعل المختلطة في الأسواق، المستثمرين في حالة ترقب لمزيد من الإشارات الاقتصادية في الأسابيع المقبلة.