ترامب يعزز تسلا ومؤشر ناسداك يقفز
الأربعاء، 11 ديسمبر، كان يومًا حافلًا في سوق الأسهم. ارتفعت أسهم عملاق السيارات الكهربائية تسلا (TSLA) و مؤشر ناسداك (NQ)، كل منهما لأسبابه الخاصة.
دعونا نلقي نظرة على ما يدفع أكبر الأسماء في السوق إلى الارتفاع:
أعلى مستوى جديد لتسلا
لا شك أن إعادة انتخاب دونالد ترامب تسببت في تقلبات كبيرة عبر الأسواق، وكان لشركة تسلا بقيادة إيلون ماسك نصيب كبير من هذه التحركات.
يوم الأربعاء، 11 ديسمبر، وصلت تسلا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 424.77 دولارًا، متجاوزة أعلى مستوى قياسي سابق لها عند 409.97 دولارًا في 4 نوفمبر 2021. من المثير للاهتمام أنه على الرغم من المنافسة المتزايدة من صانعي السيارات الكهربائية الصينيين والأمريكيين مثل إكس بنج (XPEV)، بي واي دي (1211.HK)، فورد (F)، جنرال موتورز (GM)، ارتفعت أسهم تسلا بنحو 71% هذا العام.
يبدو أن هذه المكاسب الملحوظة تُعزى في الغالب إلى إعادة انتخاب ترامب. حيث استثمر إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، حوالي 227 مليون دولار في حملات دعم ترامب، وقدم له الدعم عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل X (المعروفة سابقًا بتويتر). علاوة على ذلك، من الجدير بالذكر أن ماسك والمرشح الجمهوري للرئاسة فيفيك راماسوامي سيقودان "إدارة الكفاءة الحكومية" في إدارة ترامب. وهذا يعني أن ماسك سيتمكن من التأثير على اللوائح والميزانيات والموظفين في الوكالات الفيدرالية. ويبدو أن ماسك يعتزم استغلال هذا لصالح شركات تصنيع السيارات، حيث كشف عن نيته إنشاء "عملية موافقة فيدرالية للمركبات ذاتية القيادة."
بالنظر إلى ما سبق، قد لا يكون من المفاجئ أن تسلا حققت مكاسب هذا العام بشكل عام، وفي الأشهر الأخيرة بشكل خاص.
ماذا يعتقد المحللون؟
وفقًا للمحلل كريج إروين، فإن "تسلا تستجيب لدعم ترامب"، مضيفًا أن "الدعم الصادق من ماسك لترامب ربما ضاعف عدد المتحمسين لتسلا وعزز مصداقية نقطة التحول في الطلب." كما رفع محللو جولدمان ساكس السعر المستهدف لسهم تسلا، موضحين أن "السوق يتبنى نهجًا أكثر تطلعًا نحو المستقبل فيما يتعلق بتسلا، بما في ذلك فرصها في مجال الذكاء الاصطناعي."
ويعتقد آخرون أن رئاسة ترامب ستسهل عملية الموافقة الكاملة على برنامج القيادة الذاتية (FSD) وخدمات روبوتاكسي الخاصة بتسلا، مما قد يؤدي إلى تعزيز أسعار أسهم الشركة. (مصدر: Yahoo Finance)
ومع ذلك، فإن الوقت وحده سيكشف كيف ستؤثر رئاسة ترامب المقبلة على هذه الشركة العملاقة في صناعة السيارات الكهربائية على المدى الطويل.
ارتفاع مؤشر ناسداك
يوم الأربعاء، قفز مؤشر ناسداك الذي يركز على التكنولوجيا بنسبة 1.7%، متجاوزًا حاجز 20,000 نقطة لأول مرة، وسط آمال بخفض أسعار الفائدة بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي.
ورغم أن التضخم في نوفمبر كان لا يزال مرتفعًا، إلا أنه لم يتجاوز التوقعات، مما عزز الآمال في قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة. وجاءت البيانات كما يلي:
ارتفع التضخم بنسبة 2.7% على أساس سنوي في نوفمبر (أعلى قليلاً من نسبة 2.6% في أكتوبر).
ارتفع التضخم بنسبة 0.3% على أساس شهري في نوفمبر (أعلى من نسبة 0.2% في أكتوبر).
ارتفع التضخم الأساسي بنسبة 3.3% على أساس سنوي (مطابقًا لأرقام أكتوبر).
وبما أن التضخم كان متماشياً مع التوقعات، توقعت الأسواق أن خفض أسعار الفائدة سيصبح واقعًا.
كما ارتفعت أسهم عمالقة التكنولوجيا مثل ألفابت (GOOG)، إنفيديا (NVDA)، سيلزفورس (CRM)، أمازون (AMZN)، ميتا (META) في ذلك اليوم. وعلى الجانب الآخر، في حين حقق ناسداك مكاسب، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي (USA 30) بنسبة 0.2%، حيث تراجعت أسهم شركات الرعاية الصحية مثل جونسون آند جونسون (JNJ) ومجموعة يونايتد هيلث (UNH).
الخاتمة
باختصار، كان يوم 11 ديسمبر يومًا محوريًا في سوق الأسهم، مدفوعًا بتحركات ملحوظة في أسهم تسلا ومؤشر ناسداك.
أداء تسلا القياسي، الذي عززته الروابط السياسية لإيلون ماسك وتوقعات المزايا التنظيمية تحت رئاسة ترامب، يبرز الزخم القوي للشركة على الرغم من المنافسة المتزايدة. في الوقت نفسه، يعكس ارتفاع مؤشر ناسداك، المدفوع بالتفاؤل بشأن تخفيض محتمل لأسعار الفائدة واستقرار التضخم، ثقة المستثمرين في قطاع التكنولوجيا، لا سيما في شركات مثل ألفابت، وإنفيديا، وأمازون.
ومع استمرار تطور هذه الاتجاهات، سيظل التأثير طويل الأجل للعوامل السياسية والاقتصادية على هذه الشركات الرائدة جانبًا مهمًا يستحق المتابعة.