ترودو يتنحى قبل تنصيب ترامب
ارتفع الدولار الكندي بنسبة 0.6% مقابل نظيره الأمريكي (USDCAD) يوم الاثنين 6 يناير، بعد استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من زعامة الحزب الليبرالي.
واجه ترودو انتقادات بشأن كيفية الاستعداد لاحتمال فرض تعريفات جمركية من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بعد أن حذر الأخير من ذلك عقب فوزه بإعادة انتخابه. ومع ذلك، كان ترودو تحت الضغط لفترة من الوقت حيث فشلت حكومته في تحفيز النمو الاقتصادي، مما أدى إلى خفضين متتاليين لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من قبل بنك كندا (BOC).
وعلى الرغم من أن قراره قد لا يكون مفاجئًا بعد أسابيع من الضغوط الداخلية، إلا أن كندا أعلنت عن حزمة بقيمة 1.3 مليار دولار لوقف تدفق المهاجرين والمخدرات غير القانونية إلى الولايات المتحدة عقب تحذير ترامب بشأن التعريفات الجمركية.

ترودو يرحل وسط تداعيات سياسية ناجمة عن التعريفات الجمركية
جاءت استقالة جاستن ترودو بعد رحيل نائبته، كريستيا فريلاند، في ديسمبر 2024 بسبب رد فعل الحكومة على احتمال فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. وبعد فوزه بإعادة انتخابه، قال ترامب إنه سيصدر أمرًا تنفيذيًا بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من كندا إلى الولايات المتحدة. وتشكل الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة حوالي 80% من إجمالي صادرات كندا. ومع ذلك، ترددت شائعات بأن ترودو فشل في تحسين العلاقات مع ترامب خلال اجتماع نوفمبر في فلوريدا، ما أدى إلى خلاف داخلي مع فريلاند حول كيفية الاستعداد لهذه التعريفات.
ويشير بعض المحللين إلى الانتخابات الكندية المقرر إجراؤها قبل نهاية أكتوبر كأحد أسباب استقالة ترودو. التقى وزير المالية ووزير الخارجية الكندي بوزيري التجارة والداخلية الأمريكيين لتهدئة الأوضاع. ومع ذلك، يبدو أن المحافظين يتمتعون بعلاقات أوثق مع ترامب، وخاصة مع نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس. في الواقع، تخلف حزب ترودو الليبرالي عن حزب المحافظين المعارض بحوالي 24% في استطلاع 2025، وفقًا لشبكة سي بي سي نيوز، حيث حصل زعيم المحافظين بيير بويليفري على معدل تأييد بلغ 44.2% مقارنة بـ 20.1% لترودو، الذي تبعه زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاجميت سينغ بنسبة 19.3%.
سيظل البرلمان الكندي معلقًا حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي ليحل محل ترودو بحلول 24 مارس. وتم طرح أسماء مثل مارك كارني، محافظ بنك إنجلترا السابق، ووزيرة الخارجية ميلاني جولي، ونائبة رئيس الوزراء السابقة كريستيا فريلاند كمرشحين محتملين لخلافة ترودو.
ارتفاع المحافظين مع تزايد المخاطر الاقتصادية
يعتقد بعض المحللين أن استقالة ترودو ستعود بالنفع على الاقتصاد الكندي، خاصة مع استعداد ترامب لتولي منصبه في 20 يناير. ويُشار إلى أن بويليفري، الذي يتصدر استطلاعات الرأي، دعا سابقًا إلى سياسة نقدية متشددة من بنك كندا المركزي (BOC) وسعر صرف أقوى للدولار الكندي. وباعتباره محافظًا، فإن توافقه مع تهديدات ترامب بفرض تعريفات جمركية قد يخفف من حدة التوتر بين الولايات المتحدة وكندا، مما يسمح بتصحيح ضعف الدولار الكندي بعد فوز ترامب.
نشرت مؤسسة جولدمان ساكس (GS) مذكرة في 3 يناير أشارت فيها إلى أن تعريفات ترامب، إذا تم تنفيذها، تشكل خطرًا كبيرًا على النمو في كندا. كما أشارت المذكرة إلى أن التعريفات قد تكون أقل حدة من النسبة المقترحة البالغة 25%. ومع ذلك، حذرت المؤسسة من أن الأسواق حاليًا تسعّر فرض تعريفات بنسبة 25% مع احتمال بنسبة 5%. (مصدر: Yahoo Finance)
وفي الوقت نفسه، تعرض الدولار الأمريكي (DX) لضغوط يوم الاثنين بعد تقرير لصحيفة واشنطن بوست أفاد بأن التعريفات ستطبق فقط على القطاعات الحيوية لأمن أو اقتصاد الولايات المتحدة. وكان الدولار الأمريكي قد شهد ارتفاعًا في أولى جلسات 2025، ويرجع ذلك جزئيًا إلى توقعات التعريفات المرتفعة من الإدارة القادمة. ومع ذلك، نفى ترامب يوم الاثنين أن فريقه يبحث في مثل هذا الخيار، لكن ذلك لم يغيّر مسار حركة الأسعار.
من المتوقع أن يمضي الجمهوريون قدمًا في التعريفات الجمركية العالمية بنسبة 10% - 20% كما وعد ترامب قبل فوزه. ومع ذلك، يشير بعض المحللين إلى شروط تجارية مواتية في ظل حكومة جديدة في كندا. ويشير آخرون إلى اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، التي ستخضع للمراجعة في 2026، مشيرين إلى عدم اتساق التعريفات المقترحة مع الاتفاقية التي تفاوض عليها ترامب سابقًا. وفي نهاية المطاف، قد تكون 4.5 مليون وظيفة معرضة للخطر إذا تم فرض تعريفات بنسبة 25%، وقد يسعى ترامب إلى كسب النفوذ قبل بدء المفاوضات بعد تنصيبه.
الخاتمة
استقال ترودو، لكن رحيله قد يمثل نقطة تحول لكندا في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد. وبينما قد تؤدي مغادرته إلى تحسين العلاقات مع إدارة ترامب القادمة، تظل حالة عدم اليقين قائمة قبيل الانتخابات المقررة في أكتوبر.
ومع تزايد الدعم للمحافظين، يرى بعض المحللين أن هناك فرصة لتقليل التوترات بفضل اتباع نهج أكثر توافقًا مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بسياسة التجارة. ومع ذلك، تظل التساؤلات قائمة بشأن التداعيات طويلة الأجل لاستراتيجية ترامب بشأن التعريفات الجمركية، لا سيما مع اقتراب موعد مراجعة اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) في عام 2026.