انخفاض سهم تسلا مع عرض إيلون ماسك للاستحواذ على أوبن أيه آي

تراجعت أسهم تسلا (TSLA) بنسبة -6.32% يوم الثلاثاء، 11 فبراير، ليصل السهم إلى أدنى مستوى له في شهرين عند 327.33 دولارًا. شكل انخفاض يوم الثلاثاء تسارعًا في التراجع الحاد بالفعل، حيث انخفض السهم لمدة خمسة أيام متتالية، مما أدى إلى تراجعه بشكل كبير عن أعلى مستوى قياسي له في 18 ديسمبر 2024، والذي بلغ 488.54 دولارًا.

يأتي هذا التراجع في سعر سهم TSLA في نفس الوقت الذي يقود فيه الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، مجموعة من المستثمرين في عرض استحواذ بقيمة 97.4 مليار دولار على شركة أوبن أيه آي، المالكة لـ ChatGPT. ويرى بعض المحللين أن هذا العرض قد يكون بمثابة تشتيت لانتباه ماسك عن التحديات التي تواجه تسلا.

مخطط أداء سهم تسلا

يشهد سهم تسلا تصحيحًا كبيرًا بعد الارتفاع الهائل الذي شهده خلال الفترة من نوفمبر إلى ديسمبر العام الماضي.

في 6 نوفمبر، بعد يوم واحد من نتائج الانتخابات الأمريكية، خرج السهم من نطاق تداول استمر 4 أشهر مع فجوة سعرية صاعدة، مغلقًا عند 251.44 دولارًا. واصل السهم ارتفاعه بنسبة 94% ليصل إلى أعلى مستوى قياسي له عند 488.54 دولارًا.

وقد أدى التراجع الحالي في السعر إلى محو جزء كبير من هذا الارتفاع، حيث عاد السعر إلى المستويات التي كان عليها بعد يومين من الاختراق الذي أعقب الانتخابات.

*الأداء السابق لا يشير إلى النتائج المستقبلية.

لماذا ينخفض سهم تسلا؟

تشتيت انتباه إيلون ماسك

يضيف عرض الاستحواذ على أوبن أيه آي إلى قائمة طويلة من المشاريع التي قد تشتت انتباه الرئيس التنفيذي لشركة تسلا عن إدارة شركة السيارات الكهربائية (EVs).

عرض الاستحواذ غير المرغوب فيه بقيمة 97.4 مليار دولار على شركة أوبن أيه آي المملوكة لسام ألتمان يقيّم الشركة بخصم 38% عن آخر جولة تمويل لها في أكتوبر 2024، مما يجعل فرص نجاح العرض أقل مما لو كان يقدم علاوة سعرية.

يشعر بعض المستثمرين بالقلق من أن الطموحات السياسية المتزايدة لماسك، التي تتماشى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما في ذلك قيادته لوزارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، قد تؤدي إلى نفور بعض عملاء تسلا. (مصدر: Investors.com)

أرباح الربع الرابع

على الرغم من أن سهم تسلا ارتفع في البداية بعد الإعلان عن أرباح الربع الرابع في 29 يناير، إلا أن الأسهم تراجعت لاحقًا، حيث بدأ المستثمرون على الأرجح في إعادة تقييم النتائج. رحب المستثمرون بعناصر مثل تسجيل تسلا رقمًا قياسيًا في عمليات التسليم، وكون طراز Y السيارة الأكثر مبيعًا عالميًا بين جميع السيارات في عام 2024. ومع ذلك، منذ ذلك الحين، ربما ساهم انخفاض الهوامش، نتيجة انخفاض متوسط أسعار البيع (ASPs)، في تغيير معنويات السوق.

منافسة بي واي دي

حققت أسهم منافس تسلا الصيني بي واي دي (1211.HK) مستوى قياسيًا في 11 فبراير بعد إعلانها عن شراكة مع شركة ديب سيك لدمج الذكاء الاصطناعي في جميع سياراتها الجديدة.

كما أعلنت الشركة، في وقت متأخر من يوم الإثنين، عن إطلاق نظام قيادة مساعدة جديد يسمى "DiPilot" لسياراتها، والذي سيتنافس مباشرة مع نظام "القيادة الذاتية الكاملة" من تسلا، الذي لم يحصل بعد على الموافقة في بكين.

تعريفات ترامب الجمركية على الصلب

من المرجح أن تؤدي التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس ترامب على الصلب والألمنيوم، وهما من المواد الخام الأساسية لشركة تسلا، إلى زيادة تكاليف الشركة. كما أن احتمالية نشوب حرب تجارية مع الصين تمثل خطرًا، حيث توفر الشركات الصينية 40% من مواد بطاريات تسلا.

الخاتمة

وفقًا للبعض، قد يستمر سهم تسلا في التراجع، مما يعكس المخاوف بشأن عرض إيلون ماسك للاستحواذ على أوبن أيه آي، وارتفاع المنافسة من بي واي دي، وانخفاض الهوامش بسبب تراجع متوسط أسعار البيع (ASPs). كما تضيف المخاطر الاقتصادية الكلية، بما في ذلك تعريفات ترامب على الصلب والتوترات التجارية المحتملة مع الصين، مزيدًا من الضغوط.

ومع ذلك، فإن أرقام التسليم القوية لشركة تسلا، وقيادتها الحالية في سوق السيارات الكهربائية، وإمكانات النمو طويلة الأجل قد تدعم انتعاش السهم إذا استقرت ثقة المستثمرين.

فقط الوقت سيكشف ما يحمله المستقبل.