رالي سانتا: هل هي قريبة؟

مع اقتراب فترة العطلات، قد يتساءل العديد من المستثمرين والمتداولين عن إمكانية حدوث رالي سانتا. في هذه المقالة، سنستعرض ماهية رالي سانتا ونلقي نظرة على أداء الأسواق حتى الآن في موسم العطلات هذا.

رالي سانتا عبر السنوات

يعود مفهوم "رالي سانتا" إلى ميل الأسواق للارتفاع في الأسبوع الذي يسبق عيد الميلاد أو الأسبوع الذي يليه حتى الثاني من يناير، وقد صاغ هذا المصطلح ييل هيرش في عام 1972، مستندًا إلى أنماط أسعار سابقة في الخمسينات حينما ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.3٪ خلال آخر خمسة أيام تداول في العام مقابل متوسط عائد متداول لسبعة أيام بنسبة 0.2٪.

ناك عدة عوامل قد تسهم في هذا الارتفاع، منها زيادة التسوق خلال العطلات والمبيعات المرتفعة، وأيضًا قيام المستثمرين الأفراد بتصفية حساباتهم قبل العطلة. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن التفاؤل وزيادة الاستثمارات الناتجة عن المكافآت قد يؤديان إلى الارتفاع، خاصة في ظل قلة عدد المستثمرين المؤسساتيين الذين يأخذون إجازاتهم ويتيحون فرصًا أكبر للمستثمرين الأفراد، ومعظمهم يملك نظرة إيجابية. يمكنك معرفة المزيد عن الموضوع في مقالنا "ما هو رالي سانتا".

ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الأداء السابق لا يعد مؤشرًا على النمو المستقبلي، ورالي سانتا يبقى نظريًا وقد يحدث بشكل عشوائي أو لا يحدث على الإطلاق. (مصدر: Yahoo Finance)

تحديث: وول ستريت هذا الكريسماس

حتى الآن، يبدو أن رالي سانتا لهذا العام لم يظهر، مما قد يضيف إلى الانخفاض الكبير في سوق الأسهم في 2022. فقد عانت معظم قطاعات السوق هذا العام من أجل مواكبة التضخم المرتفع، وتخوفات الركود، ورفع أسعار الفائدة من قِبل البنوك المركزية مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي.

كما يُلاحظ أن عطلة عيد الميلاد لهذا العام قد تكون مرهقة للأسواق، خاصةً مع إغلاق الأسواق الأمريكية للأوراق المالية والسندات اليوم الاثنين 26 ديسمبر، وإجازات العديد من الأعمال حتى عام 2023 مما قد يقلل من حجم التقارير المالية.

رغم هذا، يترقب البعض أن يظهر رالي سانتا غدًا الثلاثاء عندما يعود الكثيرون من عطلاتهم، حيث استند البعض في توقعاتهم إلى البيانات الإيجابية لمؤشر الأسعار الاستهلاكية (CPI) الذي صدر في 13 ديسمبر والذي أظهر تباطؤ التضخم. ولكن يبدو أن مخاوف الركود والتوترات قد طغت على هذه الآمال، خاصةً بعد أن أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أن رفع أسعار الفائدة سيستمر العام المقبل مما زاد من مشاعر القلق حيال الركود.

في حال لم يظهر رالي سانتا هذا العام في وول ستريت، قد يشير ذلك إلى استمرار تراجع السوق، خاصةً إذا أخذنا في الاعتبار قول هيرش بأن غياب رالي سانتا قد يعني سوقًا هابطة. ورغم تشاؤم العديد من المحللين حول إمكانية حدوثه، إلا أن البعض يرى أن الوقت قد يكون مبكرًا للحكم وربما يحدث قريبًا.

تفاعل المؤشرات

قبل عطلة عيد الميلاد في وول ستريت، حقق مؤشر S&P 500 زيادة بنسبة 0.59%، وارتفع مؤشر ناسداك التكنولوجي بنسبة 0.2%، كما صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة نصف في المائة. رغم هذا الاتجاه الصاعد الطفيف، شهدت هذه المؤشرات تراجعًا هذا الشهر، حيث انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 3.4%، وتراجع S&P 500 بنسبة 5.6%، وهبط ناسداك بنسبة 8.7% منذ بداية ديسمبر حتى تاريخ 23 ديسمبر. بشكل عام، عانى السوق هذا العام من التراجعات، مما قد يكون سببًا في النظرة المتشائمة تجاه رالي سانتا.

غدًا، في 27 ديسمبر، ستعيد هذه المؤشرات فتح التداول بعد أسبوع العطلة، لذلك يبقى أن نرى ما إذا كان سيظهر رالي في وول ستريت أم لا. قد يرغب المتداولون والمستثمرون في مراقبة الأسواق هذا المساء لرؤية تطوراتها.