توضيح القيمة السوقية
سواء كنت متداولًا أو مجرد معجب بالأسواق المالية، فإن معرفة قيمة الشركة أمر ضروري لاستراتيجيتك في التداول ويمكن أن يساعدك على تطوير فهم شامل للسوق ككل. وهنا يأتي دور القيمة السوقية. في هذه المقالة، سنتناول ما تعنيه القيمة السوقية، كيفية حسابها، العوامل المؤثرة فيها، ولماذا هي مهمة. بالإضافة إلى ذلك، سنذكر بعض الشركات التي تتمتع بأكبر قيمة سوقية حتى وقت كتابة هذا المقال.

ما هي القيمة السوقية؟
القيمة السوقية، أو ما يعرف اختصارًا بـ"القيمة السوقية"، هي القيمة الإجمالية للأسهم المملوكة لمساهمي الشركة المتداولة علنًا. يمكن للمستثمرين استخدام القيمة السوقية لتقييم حجم الشركة وقيمتها بدلاً من الاعتماد على مبيعاتها أو أصولها الكلية. ولحساب القيمة السوقية للشركة، يمكن ضرب عدد أسهمها الكلي في السعر الحالي لكل سهم. على سبيل المثال، إذا كان سعر السهم للشركة 10 دولارات وكان عدد الأسهم المتداولة 500 مليون، فإن القيمة السوقية لهذه الشركة ستكون 5 مليارات دولار.
كيفية حساب القيمة السوقية
علاوةً على ذلك، لا تقتصر القيمة السوقية على الشركات فقط، بل يمكن تطبيقها على الأدوات المالية الأخرى مثل العملات الرقمية والسلع. دعونا نأخذ القيمة السوقية للبيتكوين كمثال. يتم حساب القيمة السوقية للعملة الرقمية مثل البيتكوين عن طريق ضرب إجمالي عدد العملات المستخرجة في سعر عملة البيتكوين الواحدة. وبالمثل، يتم حساب القيمة السوقية للعملة الرقمية بنفس الطريقة التي يتم حسابها بها لشركة عن طريق ضرب سعر عملة واحدة في العدد الكلي للعملات المستخرجة.
أنواع القيمة السوقية
يمكن تقسيم القيمة السوقية للشركات والأصول المالية إلى 3 فئات رئيسية: الشركات ذات القيمة الصغيرة، والقيمة المتوسطة، والقيمة الكبيرة. تعد شركات التكنولوجيا الكبيرة مثل مايكروسوفت (MSFT)، آبل، ألفابيت (GOOG)، وإنفيديا (NVDA) من بين أكبر الشركات ذات القيمة السوقية في مؤشر S&P 500 (USA 500)، بينما تصنف شركات مثل شركة تصميم أشباه الموصلات الأمريكية أمباريلا (AMBA) ضمن الأسهم ذات القيمة المتوسطة.
لماذا تعتبر القيمة السوقية مهمة؟
عتبر القيمة السوقية مهمة لأسباب عديدة. أولاً، إنها وسيلة مقبولة على نطاق واسع لقياس قيمة الأداة المالية. وهذا يعني أن النظر إلى قيمة شركة معينة مثل آبل (AAPL) يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كانت تستحق التداول أو الاستثمار. عند مقارنة القيمة السوقية لشركة بأخرى، يمكن للمرء تخطيط استراتيجية التداول وفقًا لذلك وتقييم الأسهم الأكثر جدارة بالتداول بالعقود مقابل الفروقات ومتى يفضل شراء أو بيع عقد معين. يمكن اعتماد نفس النهج عند المقارنة بين العملات الرقمية ومؤشرات السوق.
ما الذي يؤثر على القيمة السوقية للشركة؟
توجد عوامل متعددة تؤثر في القيمة السوقية للشركات، ومنها ما يلي:
الطلب في الصناعة
يمكن أن يؤثر الطلب والجاذبية على قيمة الشركة. إذا كانت الشركة تعمل في صناعة رائجة، فمن المرجح أن تكون أكثر قيمة لدى المستثمرين. على سبيل المثال، تعتبر الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية من بين القطاعات "الأكثر سخونة". ونتيجة لذلك، يمكن أن تؤدي اضطرابات العرض والطلب، مثل تلك التي حدثت في مايو في مصنع تسلا في شنغهاي بسبب قيود كوفيد المتجددة، إلى تراجع قيمة الشركات. فقد خسرت تسلا، على سبيل المثال، نحو 30 مليار دولار من قيمتها السوقية في مايو.
الوضع الاقتصادي العام
في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، مثل تلك التي يشهدها العالم مؤخرًا، تتراجع شهية المستثمرين، وتخسر الشركات التي تعتبر عالية المخاطر جزءًا من قيمتها، وبالتالي تصبح أقل جاذبية. على سبيل المثال، فقدت العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى جزءًا من قيمتها السوقية خلال الأشهر الأخيرة بسبب التضخم المتصاعد وارتفاع أسعار الفائدة، نظرًا لاعتمادها الكبير على التدفقات النقدية المستقبلية. ونتيجة لذلك، اتخذت شركات مثل Coinbase (COIN)، تسلا (TSLA)، إنفيديا، مايكروسوفت، وإنتل (INTC) قرارًا بتقليص عدد الموظفين وتجميد عمليات التوظيف في يونيو.
مشاعر السوق والتصور
يمكن أن يؤثر مزاج المستثمرين تجاه السوق على قيمة الشركة وصناعتها ككل. فعندما تسود مشاعر الحذر، تميل الشركات التي ليست آمنة بشكل كبير إلى التراجع، حيث يفضل المستثمرون الأسهم الأكثر أمانًا مثل وولمارت (WMT)، فايزر (PFE)، وجونسون آند
أكبر الشركات من حيث القيمة السوقية هذا العام
حتى وقت كتابة هذا المقال، تشمل بعض الشركات ذات القيمة السوقية الأكبر شركات التكنولوجيا، والدواء، والطاقة، مثل آبل، التي تعد أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية البالغة 2.224 تريليون دولار، وشركة إكسون موبيل (XOM)، ومايكروسوفت، وأمازون، وألفابيت، وتيسلا، وميتا (META)، وإنفيديا، وأبفي (ABBV) التي تبلغ قيمتها 269.46 مليار دولار.
وبينما قد تبدو هذه الشركات في وضع "سهل" مقارنةً بغيرها حاليًا، إلا أن السوق معروف بتقلبه، وقد تؤدي حالة عدم اليقين التي تسود العالم في الوقت الحالي إلى التأثير في مساره المستقبلي. وبالتالي، تظل القيمة السوقية ديناميكية وغير ثابتة.