ارتفاع قياسي لمؤشرات مؤشر داكس 40 و يورو ستوكس

أغلقت مؤشرات مؤشر داكس 40  و يورو ستوكس 600، وهما المؤشران الرائدان للأسهم في ألمانيا وأوروبا على التوالي، عند مستويات قياسية يوم الثلاثاء 28 يناير. جاء هذا الصعود نتيجة تعافي معنويات السوق بعد عمليات بيع مكثفة يوم الاثنين قادتها أسهم التكنولوجيا الأمريكية.

وأغلق المؤشر القياسي الأوروبي جلسة الثلاثاء مرتفعًا بنسبة 0.4% عند 531.60، متجاوزًا رقمه القياسي السابق المسجل الأسبوع الماضي، ليصل إجمالي مكاسبه في يناير إلى 5.4%. في الوقت نفسه، سجل مؤشر داكس  الألماني في فرانكفورت مستوى قياسيًا جديدًا، مرتفعًا بنسبة 0.7% ليصل إلى 21,430.58 نقطة. (مصدر: London South East)

كما ارتفع مؤشر يورو ستوكس 50، الذي يضم 50 شركة مقارنة بـ 600 شركة في مؤشر ستوكس 600، لكنه لم يتمكن من تجاوز الرقم القياسي الذي سجله يوم الجمعة 24 يناير.

مخطط أداء يورو ستوكس 50

يظهر مخطط الشموع اليومية لمؤشر يورو ستوكس 50 حدوث اختراق في يناير، حيث ارتفعت قيمته فوق مستوى المقاومة المستمر عند 5,100. تم مواجهة هذا المستوى من المقاومة لأول مرة في أبريل 2024 بعد اتجاه إيجابي قوي في المؤشر بدأ في أكتوبر 2023، حيث قاد المؤشر إلى ارتفاع بنحو 1,000 نقطة (أو حوالي 25%) من أقل من 4,000 إلى أكثر من 5,000.

يُعتبر هذا الاختراق فوق مستوى المقاومة إشارة إيجابية وفقًا للتحليل الفني، حيث يُظهر أن المستثمرين المتفائلين قد سيطروا على السوق من نظرائهم المتشائمين، الذين كان بيعهم قد تمكن سابقًا من إبقاء السعر دون مستوى المقاومة. (مصدر: Investopedia)

ما الذي يسبب ارتفاع الأسهم الأوروبية؟

التوقعات بتخفيضات أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي

أحد العوامل المحتملة لارتفاع الأسهم الأوروبية هو التوقعات بتقليص إضافي لأسعار الفائدة في منطقة اليورو من قبل البنك المركزي الأوروبي (ECB) في اجتماعه يوم الخميس هذا الأسبوع. تميل أسواق الأسهم إلى الارتفاع عندما تنخفض أسعار الفائدة.

من المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 0.25 نقطة مئوية إلى 2.75% في أول اجتماع للسياسة النقدية له في 2025، مواصلًا دورة التيسير في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي والتضخم المستمر في أسعار الخدمات.

التقييمات القابلة للمقارنة

بعد أن أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عام 2024 بارتفاع ضخم بلغ 23%، وهو العام الثاني على التوالي الذي يسجل فيه مكاسب تزيد عن 20%، قد يبحث بعض المستثمرين عن تقييمات "أرخص" في أسواق الأسهم الأوروبية حيث لم تكن المكاسب بارزة كما هي الحال في الولايات المتحدة.

في الواقع، وفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز، بدون سهم إنفيديا (NVDA)، لكانت عوائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منذ 2022 أقل من عوائد مؤشر MSCI EMU لمنطقة اليورو منذ بداية السوق الصاعدة.

هذا يبرز كيف أن صعود مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مدفوع إلى حد كبير بالذكاء الاصطناعي، مع وجود شركة إنفيديا في قلبه، بينما حققت الأسهم الأوروبية أداء جيدًا رغم التعرض المحدود للتكنولوجيا والنمو الأبطأ.

قد يساهم هذا في تفسير عمليات البيع المكثفة التي شهدتها الأسواق الأمريكية يوم الاثنين بعد إصدار الصين لروبوت الدردشة الذكي ديب سيك.

الخاتمة: هل يمكن للأسهم الأوروبية الاستمرار في الارتفاع؟

قد تعكس المستويات القياسية في مؤشرات الأسهم الأوروبية التفاؤل بشأن التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي والتقييمات الجذابة مقارنة بالصعود المدفوع بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، ولكن - كما هو الحال دائمًا - لا تزال هناك بعض المخاطر. فقد يؤدي تراجع عالمي في الأسهم أو ضعف إضافي في اقتصادات منطقة اليورو إلى تحدي هذا الزخم، مما يجعل المكاسب الأخيرة قصيرة الأجل.