إطلاق الذكاء الاصطناعي من علي بابا و موجز الأرباح: إيه إس إم إل، تسلا، ميتا
رغم أن أسبوع 26 يناير لم ينتهِ بعد، إلا أنه كان حافلًا بالأحداث، خاصة في قطاع التكنولوجيا. تتكشف تطورات مهمة، ومن المتوقع المزيد في الأيام القادمة.
لنلقِ نظرة أقرب على أحدث المستجدات في عالم التكنولوجيا:

Qwen 2.5 من علي بابا: هل وجد ديب سيك-V3 منافسًا له؟
لا شك أن نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني منخفض التكلفة ديب سيك قد أثار ضجة كبيرة في سوق التكنولوجيا خلال الأيام القليلة الماضية. فقد خسرت شركة إنفيديا الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يقارب 17% يوم الإثنين، مما أدى إلى تراجع مؤشر ناسداك الثقيل بالتكنولوجيا، قبل أن تعوض خسائرها بارتفاع أكثر من 8% يوم الثلاثاء. علاوة على ذلك، شهد ديب سيك ارتفاعًا كبيرًا في عدد الزيارات على الويب، حيث وصل إلى 6 ملايين زائر.
ورغم أن النجاح طويل الأمد لهذا الابتكار الصيني لا يزال غير مؤكد، فإن العديد من شركات التكنولوجيا تسابق الزمن لمنافسته، ومن بينها العملاق الصيني علي بابا.
في يوم الأربعاء، 29 يناير، كشفت علي بابا عن أحدث إصدار من نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، Qwen 2.5. ووفقًا للشركة، فقد تفوق تقريبًا في جميع الجوانب على GPT-4o و ديب سيك-V3 و Llama-3.1-405 . (مصدر: Yahoo Finance)
الجدير بالذكر أن توقيت الإصدار تزامن مع اليوم الأول من رأس السنة القمرية الصينية، وهو يوم عطلة لمعظم الناس. وقد يشير هذا التوقيت إلى إلحاح الشركة في إطلاق النموذج، إضافة إلى الضغوط المتزايدة التي يفرضها ديب سيك، المنافس المباشر لدردشة GPT من أوبن أيه آي، على الشركات الأخرى.
كيف تفاعل سهم بابا؟
لم يكن مفاجئًا أن سهم علي بابا (BABA) ارتفع بنسبة 6.9% يوم أمس بعد الإعلان، وسيكون من المثير للاهتمام مراقبة كيفية تحركه صعودًا أو هبوطًا في الأيام القادمة مع استيعاب المستثمرين لهذا التطور في مجال الذكاء الاصطناعي.
نتائج الأرباح: إيه إس إم إل تشهد ارتفاعًا في الطلب على معدات تصنيع الرقائق
أعلنت إيه إس إم إل، "أكبر مورد لمعدات تصنيع الرقائق الإلكترونية"، عن نتائج أرباحها يوم الأربعاء، 29 يناير.
كشفت النتائج عن ارتفاع كبير في الطلب على معدات تصنيع الرقائق الخاصة بالشركة، حيث بلغت حجوزات الربع الرابع 7.088 مليار يورو، متجاوزة بكثير توقعات المحللين البالغة 3.99 مليار يورو.
يمكن أن يعزز هذا النمو الكبير ثقة متداولي أسهم إيه إس إم إل ومستثمري شركات تصنيع الرقائق الأخرى، مما يؤكد أن الطلب على الرقائق الضرورية للذكاء الاصطناعي لا يزال قويًا، على الرغم من موجة البيع التي شهدها السوق هذا الأسبوع بسبب إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي من الشركة الصينية ديب سيك، والذي يتطلب قدرة حوسبة أقل مقارنة بمنافسيه.
وصرّح الرئيس التنفيذي كريستوف فوكيه قائلًا "النمو في الذكاء الاصطناعي هو المحرك الأساسي لنمو صناعتنا."
نظرة مسبقة على أرباح ميتا وتسلا
تستعد كل من ميتا وتسلا للإعلان عن أرباحهما اليوم بعد إغلاق الأسواق، وإليك ما تحتاج إلى معرفته قبل الإصدار:
ميتا
يترقب المحللون مؤشرات على العوائد من استثمارات ميتا الضخمة في الذكاء الاصطناعي، حيث تخطط الشركة لإنفاق 60-65 مليار دولار على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في 2025، بما في ذلك مشروع مركز بيانات ضخم. ويمثل هذا ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بالتوقعات السابقة التي حددت نفقات 2024 الرأسمالية بين 38-40 مليار دولار.
يتوقع المحللون أن تعلن ميتا عن أرباح 6.75 دولارًا للسهم الواحد وإيرادات 46.9 مليار دولار في الربع الرابع، مقارنة بـ 5.33 دولارًا للسهم و40.1 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي.
كما من المتوقع أن ترتفع إيرادات الإعلانات من 38.7 مليار دولار إلى 45.6 مليار دولار.
تسلا
يتوقع المحللون أن تعلن تسلا عن إيرادات 27.21 مليار دولار في الربع الرابع (بارتفاع 8.1% على أساس سنوي)، مع أرباح معدلة للسهم بقيمة 0.75 دولار، أي ما يعادل 2.67 مليار دولار من صافي الدخل المعدل.
تعتمد تسلا على خفض الأسعار لتعزيز مبيعات السيارات الكهربائية، كما تخطط لإطلاق سيارة كهربائية منخفضة السعر في أوائل 2025. تترقب وول ستريت تحديثات حول هذا النموذج والجداول الزمنية للمركبات الجديدة لدعم النمو.
شهد سهم تسلا ارتفاعًا في نهاية 2024 بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، لكنه تراجع بنسبة 5% منذ بداية العام، مما يشير إلى واقع ما بعد الحماس الانتخابي.
ليس جميع المحللين متفائلين، إذ يسلط البعض الضوء على العوائق التنظيمية التي تعيق تقدم السيارات ذاتية القيادة والتاكسيات الروبوتية، خصوصًا من قبل السلطات المحلية والولائية. هناك أيضًا مخاوف بشأن التأثيرات المحتملة لسياسات إدارة ترامب، مثل إلغاء الائتمان الضريبي الفيدرالي للسيارات الكهربائية والتخلي عن معايير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما قد يؤثر سلبًا على مبيعات السيارات الكهربائية.
الخاتمة
في الختام، أثبت أسبوع 26 يناير أنه كان محوريًا لقطاع التكنولوجيا، حيث شهد تطورات بارزة تعيد تشكيل المشهد الصناعي. من إطلاق علي بابا لنموذج Qwen 2.5، الذي يعكس احتدام المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى أرباح إيه إس إم إل التي فاقت التوقعات، مما يؤكد الطلب القوي على معدات تصنيع الرقائق، يظهر أن الزخم في السوق لا يزال قويًا.
في الوقت نفسه، تستعد ميتا وتسلا للإعلان عن نتائجهما المالية، حيث يراقب المستثمرون عن كثب تأثير استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي وإطلاق المنتجات الجديدة.
ومع استمرار هذه الشركات في الابتكار والتكيف مع التحديات، من المرجح أن تقدم الأيام القليلة المقبلة رؤى قيمة حول الاتجاه المستقبلي لسوق التكنولوجيا.
ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الأداء السابق لا يعكس بالضرورة النتائج المستقبلية، وأن الوقت وحده هو الذي سيكشف ما ينتظر هذه الشركات العملاقة.