الميتافيرس: كل ما تحتاج لمعرفته
سواءً في الأخبار أو على منصات التواصل الاجتماعي، ربما سمعت كلمة "الميتافيرس" بطريقة أو بأخرى، ولكن هل توقفت يومًا لتفكر في معناها؟
في هذا المقال، سنستكشف العالم الساحر والمستقبلي للميتافيرس، وسنناقش كيفية دخولك إلى هذا العالم الافتراضي المتنامي.

ما هو الميتافيرس؟
بوجه عام، يُعتقد أن الميتافيرس هو تجسيد ثلاثي الأبعاد لما نعرفه كشبكة الإنترنت. يجمع اسم هذا العالم الافتراضي بين الكلمة اليونانية "ميتا" والتي تعني "ما وراء"، وكلمة "فيرس" التي تشير إلى "كل الموجودات". بعبارة أخرى، يمكن تعريف الميتافيرس على أنه "ما وراء كل شيء"، وهذا المعنى يعكس تعقيد هذه البيئة الرقمية ويزيدها إثارة وجاذبية.
إحدى الطرق لفهم هذه التقنية الناشئة هي بمقارنتها بالإنترنت. يعتقد الكثيرون أن الميتافيرس يُبنى على الشبكة العنكبوتية، والبعض يعتبره خليفتها متعدد الحواس والمتفوق في الوقت ذاته. ومن خلال استخدام تقنيات مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والذكاء الاصطناعي (AI) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) ووسائل التواصل الاجتماعي والبلوكشين والألعاب الإلكترونية والعملات الرقمية، يمكن للناس استكشاف الميتافيرس والتفاعل اجتماعيًا وربما حتى "العيش فيه" كعالم افتراضي يحاكي جوانب من العالم الواقعي.
الميتافيرس يهيمن على مجال التكنولوجيا
ليس من المفاجئ أن يعرب بعض من أكبر الأسماء في صناعة التكنولوجيا عن اهتمامهم بالميتافيرس. وقد صرح بيل غيتس، الشريك المؤسس لمايكروسوفت، في مقابلة بأن الميتافيرس سيخترق عالم الأعمال، حيث يعتقد أن الاجتماعات التجارية ستُعقد في السنوات المقبلة افتراضيًا في مساحة ثلاثية الأبعاد مع أفاتارز افتراضية.
وعلاوة على ذلك، قامت شركة فيسبوك بإعادة تسمية نفسها إلى ميتا في ديسمبر الماضي لتعكس اهتمامها بتبني تقنية الميتافيرس ودمجها في منتجاتها. وبحسب زوكربيرغ، كان يأمل أن يُنظر إلى شركته في وادي السيليكون في النهاية كشركة ميتافيرس. إعادة التسمية تلك تُظهر قوة هذه التكنولوجيا الناشئة والتأثير غير المسبوق الذي أحدثته.
لكن هذا ليس كل شيء. في يناير 2022، أعلنت مايكروسوفت عن نيتها شراء عملاق الألعاب أكتيفيجن بليزارد مقابل 68.7 مليار دولار. وقد وافق مساهمو أكتيفيجن بليزارد مؤخرًا على الصفقة في 28 أبريل، مما قد يتيح لمايكروسوفت توسيع أعمالها في مجالات الألعاب السحابية وتهيئة البيئة لتطوير الميتافيرس.
أما الشركات الأخرى مثل سوني (SONY) فقد أبدت أيضًا اهتمامًا بالميتافيرس. في 18 مايو، أعلن كينيتشيرو يوشيدا، الرئيس التنفيذي للشركة، عن نية الشركة دمج تكنولوجيا الميتافيرس في أعمالها، موضحًا أنها تجمع بين الألعاب والموسيقى والأنيمي والشبكات الاجتماعية. كما أن هناك تقارير تشير إلى أن سوني أصبحت أكثر انخراطًا في الألعاب من خلال تمكين اللعب المشترك على Fortnite وتطوير ألعاب اجتماعية متعددة اللاعبين. في يناير، على سبيل المثال، أعلنت سوني أنها تعتزم شراء شركة Bungie، مطور الألعاب الأمريكي، مقابل 3.6 مليار دولار.
من جانب آخر، انضمت شركات تكنولوجية عملاقة أخرى مثل ألفابيت (GOOG)، وإنفيديا (NVDA)، وإنتل (INTC) إلى هذا الاتجاه.
الميتافيرس والتداول
هناك العديد من الطرق المتاحة التي يمكن من خلالها الحصول على تعرض للميتافيرس، ونستعرض بعضًا منها أدناه:
مؤشر عمالقة الميتافيرس CFD
إحدى الطرق المحتملة للتعرض لعالم الميتافيرس هي تداول عقود الفروقات (CFD) على مؤشر عمالقة الميتافيرس (BMTVGI). يقوم هذا المؤشر القائم على القواعد بقياس تحركات الأسهم المرتبطة بالميتافيرس في الأسواق الأمريكية، ويتتبع أسهم الشركات المرتبطة بالميتافيرس مثل شركة الرياضات الخيالية الأمريكية درافت كينجز (DKNG) وشركة إيباي (EBAY) للتجارة الإلكترونية. ومن بين الشركات الأخرى المتتبعة في هذا المؤشر نجد كوين بيز (COIN)، وسناب (SNAP)، وروبلوكس (RBLX)، وأكتيفيجن بليزارد (ATVI) على سبيل المثال.
الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة (ETF) المتعلقة بالميتافيرس
دلاً من ذلك، يمكنك تداول عقود الفروقات على الأسهم الفردية للشركات المرتبطة بالميتافيرس. يمكنك البحث عن أسهم الشركات التي ابتكرت أو دمجت تقنيات مثل سماعات الواقع الافتراضي، وتقنية الشبكات، والعرض ثلاثي الأبعاد، وأكثر من ذلك. على سبيل المثال، يمكنك تداول عقود الفروقات على أسهم شركات مثل ميتا وإنفيديا وأبل (AAPL) ومايكروسوفت (MSFT). طريقة أخرى للحصول على تعرض للميتافيرس هي تداول عقود الفروقات على صندوق الاستثمار المتداول Roundhill Ball Metaverse (METV)، المتاح على منصة تداول Plus500. يشارك هذا الصندوق الاستثماري في الميتافيرس من خلال الاستثمار في أسهم شركات الحوسبة والشبكات والواقع الافتراضي والأجهزة.
العملات الرقمية
تتسم العلاقة بين العملات الرقمية والميتافيرس بالتكافلية حيث يعتمد كلا الطرفين على الآخر في النمو. كما أن تقنية البلوكشين تعتبر جزءًا جوهريًا في كل من العملات الرقمية والميتافيرس. تستخدم العملات الرقمية البلوكشين لتسجيل المعاملات بين الأفراد (P2P)، ويعتقد البعض أن الميتافيرس يستخدم هذه التقنية بطريقة مشابهة لتسهيل التفاعل بين المستخدمين.
البعض الآخر يرى أن العوالم ثلاثية الأبعاد تحتاج إلى عملات رقمية تعتمد على البلوكشين لتصبح جزءًا متكاملًا من الميتافيرس.
ما الذي ينتظر الميتافيرس في المستقبل؟
الضجة التي أحدثها الميتافيرس في السنوات القليلة الماضية لا يمكن إنكارها. ومع ذلك، ما زال الكثير من مستقبل هذا المجال غير واضح. في الوقت الحالي، يبدو أن الحظ يقف إلى جانب الميتافيرس، حيث تستمر العديد من الشركات الكبيرة في دمجه في أعمالها، ويعتقد العديد من المحللين أن هذا المجال سيستمر في الازدهار في السنوات القادمة. قد يضطر المتداولون وعشاق الميتافيرس إلى الانتظار لمعرفة كيفية تطور هذا المجال.