الأسواق تتفاعل مع خطة ترامب للذكاء الاصطناعي وتعزيز الأسهم الصينية
هذا الأسبوع، ظهرت أخبار رئيسية من الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر اقتصادين في العالم، مما تسبب في تقلبات كبيرة عبر القطاعات الرئيسية في الأسواق.
إليك ما تحتاج إلى معرفته عن أحدث التحركات:

خطط ترامب للذكاء الاصطناعي بقيمة 500 مليار دولار
في 21 يناير 2025، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب قادة بارزين في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك سام ألتمان من أوبن أيه آي، ولاري إليسون من أوراكل، وماسايوشي سون من سوفت بنك، عن مشروع ستارغيت، وهو مبادرة ثورية باستثمار قدره 500 مليار دولار.
سيتم إنشاء شركة جديدة، ستارغيت، بتمويل مبدئي من سوفت بنك و أوراكل وأوبن أيه آي. بالإضافة إلى ذلك، تم تسمية عمالقة التكنولوجيا مثل إنفيديا و مايكروسوفت و إيه آر إم كشركاء تقنيين رئيسيين للمشروع.
يهدف مشروع ستارغيت إلى بناء مراكز بيانات متطورة في جميع أنحاء الولايات المتحدة لدعم الذكاء الاصطناعي وتعزيز الابتكار في البنية التحتية له. ومع خطة طموحة لاستثمار 500 مليار دولار بحلول عام 2029، وصف ترامب المشروع بأنه "أكبر مشروع بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في التاريخ"، مستهدفًا تشكيل مستقبل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على نطاق غير مسبوق.
كيف كانت استجابة أسهم التكنولوجيا؟
ليس من المستغرب أن العديد من عمالقة التكنولوجيا شهدوا مكاسب ملحوظة يوم أمس، الأربعاء 22 يناير. حيث قفزت أسهم شركة إنفيديا، المصنعة لرقائق الذكاء الاصطناعي والتي ستوفر الرقائق لهذا المشروع، بأكثر من 4%، ما رفع قيمتها السوقية إلى 3.6 تريليون دولار، متجاوزة شركة آبل مرة أخرى. كما شهدت أسهم مايكروسوفت ارتفاعًا بنحو 4%، في حين قفزت أسهم إيه آر إم بنسبة تقارب 16%. أما أوراكل وسوفت بنك، فقد ارتفعت أسهمهما بنسبة 7% و11% على التوالي.
بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا، قد يرغب المتداولون والمستثمرون في مراقبة أسهم شركات الطاقة النووية التي قد تتأثر أيضًا بهذا الإعلان. يتطلب الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من الطاقة نظرًا لقدراته الحاسوبية العالية، مما قد يزيد من احتمالية توجه الشركات نحو مراكز بيانات تعتمد على الطاقة المستدامة، وهو ما قد يؤثر على هذه الشركات. (مصدر: Reuters)
ما رأي المحللين؟
يعتقد بعض المحللين، مثل دان آيفز من ويدبوش، أن "هذا هو بداية موجة من الاستثمارات الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة"، مضيفًا أنه يتوقع "أن يعلن المزيد من اللاعبين الكبار في التكنولوجيا عن مشاريع مشابهة في الأسابيع المقبلة".
مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هناك من يبدون تحفظاتهم رغم التفاؤل العام حول هذا المشروع. أحد هؤلاء هو إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، الذي علق على الإعلان قائلًا: "هم لا يملكون المال فعلًا."
وكما هو الحال دائمًا، يبقى الوقت هو العامل الذي سيكشف عن مدى تأثير هذا المشروع على الأسواق على المدى الطويل.
ارتفاع الأسهم الآسيوية بفضل تعزيز الأسهم الصينية رغم إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية
على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين، بما في ذلك تأثير الرسوم الجمركية التجارية التي فرضها ترامب، شهد اليوم، الخميس 23 يناير، تحولًا كبيرًا للاقتصاد والأسواق المالية الصينية.
أعلن رئيس لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية، وو تشينغ، ونائب وزير المالية، لياو مين، ومسؤول البنك المركزي، زو لان، أن الحكومة الصينية تخطط لدعم الأسهم المحلية وتعزيز أسعار الأسهم. ودعوا شركات التأمين والصناديق المشتركة المحلية إلى زيادة استثماراتها في الأسهم.
نتيجة لذلك، ارتفع مؤشر CSI 300 القياسي في الصين بنسبة 1.8%، ليصل إلى أعلى مستوى له خلال ثلاثة أسابيع. كما سجل مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ مكاسب بلغت حوالي 1%، وشهد مؤشر MSCI آسيا والمحيط الهادئ يومه الرابع على التوالي من الارتفاعات.
ماذا ينتظر الصين؟
يوم الثلاثاء، أعلن ترامب أن إدارته تدرس فرض رسوم جمركية عقابية بنسبة 10% على الواردات الصينية ردًا على تدفق الفنتانيل من الصين إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك وكندا. وفي الوقت نفسه، لا تزال الأسواق والاقتصاد الصيني يواجهان تحديات كبيرة.
كما أشار ألفين تان، رئيس استراتيجيات العملات الآسيوية في آر بي سي كابيتال ماركتس، إلى أن "الأداء الضعيف المستمر للأسهم الصينية يعد إشارة واضحة إلى الصعوبات الاقتصادية الأساسية التي تواجهها البلاد، بما في ذلك انخفاض عائدات السندات." وأضاف: "هذه القضايا تسلط الضوء على التحديات الداخلية، ومن المرجح أن يؤدي فرض رسوم جمركية أمريكية إضافية إلى تفاقم الوضع، خاصة مع اعتماد الصين بشكل متزايد على صافي الصادرات لتحقيق النمو."
ومع تطور هذه الأحداث، سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما يخبئه المستقبل لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
الخاتمة
أثارت أخبار هذا الأسبوع، بما في ذلك إعلان ترامب عن البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ودعم الحكومة الصينية للأسواق المحلية، تحركات كبيرة في الأسواق الأمريكية والصينية. بينما يستفيد قطاع التكنولوجيا الأمريكي من دفع الذكاء الاصطناعي، تواجه الصين تحديات جديدة وسط تصاعد الرسوم الجمركية وصعوبات اقتصادية داخلية. ومع تطور هذه الأحداث، سيظل تأثيرها على الأسواق العالمية والاقتصاد أمرًا بالغ الأهمية للمراقبة.