Plus500 does not provide CFD services to residents of the United States. Visit our U.S. website at us.plus500.com.

ما الذي يؤثر على سعر القمح

عُدِل التاريخ: 17/04/2024

يُعد فهم العوامل المعقدة والمتنوعة التي تؤثر على سعر القمح (ZW) أمرًا بالغ الأهمية للمتداولين الذين يعملون في سوق السلع الزراعية الذي يتسم بالديناميكية.

وباعتباره واحد من السلع الأكثر تداولًا على مستوى العالم، لا يتحدد سعر القمح من خلال ديناميكيات العرض والطلب فحسب، بل يسهم في ذلك أيضًا التفاعل المعقد بين مختلف العوامل الجيوسياسية والمناخية والاقتصادية.

ستناقش Plus500 في هذه المقالة المؤثرات الأساسية على تسعير القمح بهدف تقديم رؤى جوهرية للمتداولين حول المحركات الرئيسية لتقلبات هذه السلعة الزراعية المهمة.

رسم توضيحي لأسعار سلعة القمح

أهمية القمح في التجارة العالمية

يعتبر القمح من بين أكثرالسلع الزراعية تداولًا على مستوى العالم، ويلعب دورًا مهمًا في السوق العالمية نظرًا لأهميته الاستراتيجية في أنماط الاستهلاك وديناميكيات التجارة.

يُخصص أكثر من ثلثي إنتاج القمح العالمي للاستهلاك الأدمي وتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم ما يقرب من 20٪ من محصول القمح في تغذية الماشية، وهو ما يعكس مساهمته الكبيرة في صناعة الثروة الحيوانية .

تعتمد الدول النامية بشكل كبير على القمح في غذاء شعوبها، حيث تستهلك 77٪ من إجمالي الإنتاج العالمي. يشير هذا الاعتماد إلى دوره المؤثر في الأمن الغذائي وتحقيق الاستقرار للشعوب في هذه البلدان.

يؤدي ارتفاع معدلات إنتاج واستهلاك القمح إلى تضخيم تأثيره على الاقتصاد العالمي. بلغ الإنتاج العالمي من القمح نحو 777 مليون طن بين عامي 2021-22، وهو ما يعادل تقريبًا نفس مستويات الاستهلاك خلال تلك الفترة. ويسلط هذا التوازن الضوء على التوازن الدقيق لديناميكيات العرض والطلب التي تحدد بدورها أسعار القمح.

وبالتالي، فإن التحولات في الإنتاج والسياسات التجارية والتوترات الجيوسياسية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تسعير القمح في كل من الأسواق الدولية والمحلية. وعلى أية حال، فإن فهم أهمية القمح كسلعة استراتيجية هو أمر ضروري لاستيعاب مجموعة معقدة من العوامل التي تحدد أسعاره في الأسواق.

أبرز تحركات أسعار القمح

شهدت أسعار القمح تحولات كبيرة بسبب العديد من الأحداث والاتجاهات المؤثرة على مر السنين. أدى الجفاف الشديد في الغرب الأوسط بين عامي 1995/1996، إلى جانب تزايد الطلب الخارجي على الأعلاف الأمريكية، إلى زيادة كبير في أسعار الحبوب.

وفي مرحلة لاحقة، شهدت أسعار القمح قفزة كبيرة في الأسواق العالمية بين عامي 2007/2008 بسبب عدة عوامل مجتمعة مثل انخفاض الإنتاج، ونضوب الاحتياطيات، وارتفاع أسعار النفط، والتضخم، وحظر تصدير المحاصيل في بعض البلدان.

كان للحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا أيضًا تأثيرات كبيرة على أسواق الحبوب على مستوى العالم. ارتفعت أسعار الحبوب في الولايات المتحدة بنسبة 24.1 بالمائة خلال الأشهر الأربعة الأولى من اندلاع الصراع، وهو ما ضاعف من تعقيدات العرض والطلب التي كانت قائمة بالفعل بسبب جائحة كوفيد 19.

بحلول فبراير 2024، ظلت أسعار القمح مرتفعة بنسبة تتراوح بين 2 إلى 3 في المائة عن مستويات ما قبل الغزو الروسي. تسلط هذه التقلبات الضوء على التفاعل المعقد بين التوترات الجيوسياسية واضطرابات سلاسل التوريد في تشكيل أسعار القمح.

مؤشرات أسعار القمح

تضاءلت احتياطيات الحبوب المحلية منذ أواخر 2020 بسبب مجموعة من العوامل العالمية التي تؤثر على كل من العرض والطلب.

أدى ارتفاع الطلب العالمي، وانخفاض الإمدادات بسبب الجفاف، ونضوب مخزونات الحبوب، وارتفاع أسعار الطاقة، والتي بدورها ترفع تكاليف الأسمدة والنقل والإنتاج الزراعي، إلى ارتفاع أسعار القمح.

تشمل الدول الرئيسية التي تتمتع بنفوذ كبير على إمدادات القمح في الأسواق العالمية روسيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وأوكرانيا. لا يلبي هؤلاء المصدرون الكبار الطلب المحلي في بلدانهم فحسب، بل يقدمون أيضًا مساهمات مؤثرة في التجارة الدولية من خلال تصدير كميات كبيرة من القمح إلى مناطق مختلفة في جميع أنحاء العالم.

تُصنف أوكرانيا ليس فقط على أنها تاسع أكبر منتج للقمح في العالم، ولكنها أيضًا خامس أكبر مُصدِر للحبوب. يؤثر كبار منتجي ومصدري القمح بشكل كبير على تسعير القمح وديناميكيات التجارة. تؤثر الأحداث التي تشهدها تلك البلدان على المعروض العالمي من القمح، وهو ما يؤثر بدوره على سلاسل التوريد الشاملة.

مؤشرات العرض

إمدادات القمح والإعانات الحكومية

بالإضافة إلى ذلك، تؤثر قرارات المزارعين المتعلقة بزراعة القمح بشكل كبير على ديناميكيات العرض. عندما يتوقع المزارعون ارتفاع أسعار القمح، فإنهم يميلون إلى زيادة مساحة المحاصيل، مما يؤدي إلى ارتفاع لاحق في حجم المعروض في السوق خلال العام التالي.

على النقيض من ذلك، قد يخفض المزارعون إنتاج القمح تحسبًا لانخفاض الأسعار، مما يؤدي إلى انخفاض العرض في العام التالي.

قد تتأثر قرارات المزارعين أيضًا بالإعانات الحكومية التي تُخصصها بعض البلدان لمحاصيل معينة. تؤثر مدفوعات الدعم والإيرادات على مقدار المساحة المخصصة لأنواع معينة من المحاصيل. على سبيل المثال، إذا قررت الحكومات تقديم إعانات كبيرة لمحاصيل الذرة، فسيؤثر ذلك بالسلب على المساحة المخصصة لزراعة القمح، ومن ثم تقليص حجم إمدادات القمح.

المناخ والطقس

يلعب الطقس دورًا أساسيًا في تحديد أسعار القمح، حيث يزدهر حجم المحصول في ظل ظروف مناخية محددة لدرجة الحرارة والرطوبة. تعتمد إنتاجية القمح بشكل كبير على الظروف الجوية المواتية، حيث يتطلب النمو درجة حرارة مثالية تتراوح من 15 إلى 20 درجة مئوية وبشرط ألا تقل عن 5 درجات مئوية يوميًا لتحقيق نمو صحي للمحصول.

تشير الأبحاث إلى أن درجات الحرارة العالمية المتصاعدة تشكل تهديدًا لإنتاج القمح، مما قد يؤدي إلى انخفاض المحاصيل في جميع أنحاء العالم.

هذه القابلية للتأثر بتقلبات الطقس تجعل إمدادات القمح شديدة الحساسية للظروف المناخية، وشهدنا بالفعل ارتفاع كبير لأسعار القمح عام 1996 بسبب الظروف الجوية السيئة، لا سيما في الغرب الأوسط الأمريكي.

أسعار الطاقة

تؤثر أسعار الطاقة وسلاسل التوريد بشكل كبير على ديناميكيات تجارة القمح، وهو ما يُعزى بشكل رئيسي إلى العلاقة القوية بين أسعار النفط وأسعار القمح.

يعتبرالنفط أحد التكاليف الرئيسية في مدخلات إنتاج القمح، وبالتالي يؤثر على جوانب مختلفة من العملية الإنتاجية. يُترجم ارتفاع أسعار النفط بشكل مباشر إلى زيادة في التكاليف التي يتكبدها المزارعين بسبب تشغيل الآلات مثل الجرارات، وكذلك ارتفاع أسعار الأسمدة، التي تعتمد بشكل كبير على مدخلات الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، تؤدي تكاليف الطاقة المرتفعة إلى زيادة النفقات المرتبطة بنقل القمح على مستوى العالم. على سبيل المثال، تزامن أدنى سعر للقمح في 1998 مع بلوغ أسعار النفط مستويات متدنية في نفس العام، كما أدى ارتفاع النفط إلى مستويات قياسية في عامي 2008 و2011 إلى قفزة مماثلة في أسعار القمح.

الأحداث الجيوسياسية

أثرت الحروب الدائرة حول العالم، لا سيما الصراع بين روسيا وأوكرانيا، بشكل كبير على سوق القمح العالمي، مما أدى إلى حالة من عدم اليقين وتقلبات في الأسعار. من الناحية التاريخية، كانت أوكرانيا خامس أكبر مصدر للقمح، حيث استحوذت على ما يقرب من 10٪ من السوق العالمية حتى الغزو الروسي في أواخر فبراير 2022.

أدى هذا الغزو إلى تعقيدات جديد في ديناميكيات القمح العالمية، والتي تفاقمت بسبب دور روسيا المهم كمُصدِر رئيسي للقمح. وعلى الرغم من عدم وجود صراع مباشر في المناطق الزراعية الروسية، فإن فرض عقوبات اقتصادية ضد الكرملين أثر سلبًا على صادرات القمح.

تستحوذ أوكرانيا وروسيا معًا على أكثر من ربع إنتاج القمح في العالم. أدى الدمار الذي أحدثه الصراع الروسي الأوكراني إلى تعطيل إنتاج المحاصيل وأعاق الصادرات الأوكرانية، كما انخفضت صادرات القمح الروسية بسبب فرض عقوبات دولية.

أدى هذا الاضطراب في سلاسل التوريد التقليدية بدوره إلى زيادة الطلب على الحبوب الأمريكية كمصدر بديل.

مؤشرات الطلب

الظروف الجوية

لا تؤثر الظروف الجوية على جانب العرض فحسب، ولكنها تلعب أيضًا دورًا مهمًا في الطلب، خاصة في المناطق التي تواجه ظروف الطقس السيئة. يؤدي الإلحاح لتلبية الطلب المحلي في هذه المناطق إلى زيادة واردات القمح من البلدان ذات معدلات الإنتاج الأكثر وفرة.

الاستهلاك العالمي

يرتبط الاستهلاك العالمي للقمح ارتباطًا وثيقًا بالنمو السكاني والازدهار الاقتصادي. لذلك يزداد الطلب على القمح باستمرار مع تزايد عدد سكان العالم بشكل مطرد.

نما الطلب على القمح بنسبة 1.6% سنويًا في المتوسط بين عامي 1980 و2010، وهو ما يعكس العلاقة بين النمو السكاني والحاجة إلى هذا المحصول الأساسي. زاد الطلب بأكثر من 22٪ خلال الفترة بين عامي 2010 و2024.

يعمل النمو الاقتصادي، لا سيما في البلدان النامية، كمحفز لزيادة الطلب على القمح. تسلط الزيادة في واردات القمح في جميع أنحاء العالم الضوء على الطلب العالمي المتزايد على هذه السلعة الأساسية.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب ارتفاع الدخل دورًا محوريًا في تشكيل أنماط الاستهلاك، لا سيما في الدول النامية. يحدث تحول نحو زيادة إنتاج اللحوم والألبان مع ارتفاع الدخل، حيث يتسم الطلب على هذه السلع في كثير من الأحيان بالمرونة في مواجهة التغيرات في مستوى الدخل.

يؤدي هذا التحول نحو نظام غذائي غني بالبروتين إلى زيادة الطلب على الأعلاف الحيوانية، ومن بينها القمح، مما يزيد عليها الطلب في السوق وما يترتب على ذلك من ارتفاع الأسعار. ونتيجة لذلك، تتطور التفضيلات الغذائية بالتوازي مع ارتفاع الدخل، وهو ما يؤدي إلى زيادة استهلاك القمح في صناعات إنتاج الأعلاف الحيوانية، وهو اتجاه واضح بشكل خاص في الاقتصادات النامية.

خاتمة: فهم محددات أسعار القمح

يتأثر سعر القمح بالعديد من العوامل، بدءًا من التوترات الجيوسياسية والظروف المناخية إلى أنماط الاستهلاك العالمية والنمو الاقتصادي.

يجب أن يظل المتداول قادرًا على التكيف مع تغير ظروف السوق، حيث يمكن للأحداث على الساحة الدولية والتحولات في ديناميكيات العرض والطلب أن تؤثر بسرعة على أسعار القمح. يساعد فهم الطبيعة متعددة الأوجه لهذه التأثيرات المتداول في اتخاذ قرارات مدروسة والتعامل مع سوق القمح بدرجة أكبر من الثقة والدقة.

أسئلة وأجوبة حول العوامل المحركة لأسعار القمح

ما هي العوامل الرئيسية التي تؤثر على سعر القمح؟

يتأثر سعر القمح بالتفاعل المعقد بين العديد العوامل المختلفة مثل التوترات الجيوسياسية والظروف المناخية وأنماط الاستهلاك العالمي والنمو الاقتصادي والإعانات الحكومية وأسعار الطاقة.

كيف يؤثر الاستهلاك العالمي على أسعار القمح؟

تؤثر أنماط الاستهلاك العالمية، والتي تتأثر بدورها بعوامل مثل النمو السكاني والازدهار الاقتصادي وتغير العادات الغذائية، بشكل مباشر على أسعار القمح. يمكن أن تؤدي زيادة الطلب على القمح، وخاصة علف الماشية بسبب ارتفاع الدخل وتغير التفضيلات الغذائية، إلى ارتفاع الأسعار.

كيف يؤثر الطقس على أسعار القمح؟

يلعب الطقس دورًا جوهريًا في تسعير القمح حيث تعتمد إنتاجية المحصول بشكل كبير على الظروف المناخية. يمكن أن تؤدي الأحوال الجوية السيئة مثل الجفاف أو درجات الحرارة القصوى إلى انخفاض المحاصيل، مما يؤثر على العرض وبالتالي يرفع الأسعار.

أخبار ورؤى السوق ذات الصلة


احصل على المزيد من Plus500

قم بتوسيع معرفتك

اكتسب رؤى ثاقبة من خلال مقاطع الفيديو والمقالات والأدلة المفيدة التي توفرها أكاديمية التداول الشاملة.

اكتشف +Insights

اكتشف الأكثر رواجًا داخل وخارج Plus500.

ابق على اطلاع

لا تفوّت أي لحظة مع أحدث الأخبار ورؤى الأسواق حول أحداث السوق الرئيسية.

هل أنت بحاجة للمساعدة؟
الدعم 24/7